2015-10-10 

القمع المفرط والسخرة تفجر أزمة الروهينغا

من القاهرة، علياء علي

تسببت محنة آلاف المهاجرين من ميانمار، حالة من القلق على المستوى الدولي حيث يسود اعتقاد بأنهم عالقون قبالة سواحل تايلاند وماليزيا دون أن يكون لديهم ما يكفي من الطعام والماء. ورفضت إندونيسيا وماليزيا وتايلاند استقبال قوارب المهاجرين التي تحمل أشخاصا غالبيتهم من أقلية الروهينغا المسلمة وأبعدها عن سواحلها. وكشف المهاجرون أنه ليس في وسعهم العودة إلى ميانمار، المعروفة باسم بورما، حيث لا يُعترف بهم كمواطنين، ويتعرضون للاضطهاد بصفة منتظمة. وتؤكد كريس ليوا الخبيرة في شؤون الروهينغا والمقيمة في بانكوك ، أنّ سبب اندلاع الأزمة يعود إلى القمع المفرط الذي يشعر به المسلمين في ولاية راخين الغربية، بحيث يشعرون أن لا خيار أمامهم سوى الرحيل. ويرجح مراقبون أنّ سبب التمييز استقلال بورما عن بريطانيا، إلا أنّه ينتشر بصفة خاصة في راخين حيث يواجه مليون من الروهينغا عداوة شديدة من الأغلبية البوذية ويوضحون أنهم ضحايا سياسة رسمية من الفصل دفعتهم للعيش على هامش منطقة فقيرة أصلا وتسعى الحكومات المتعاقبة في ميانمار، ومنها ذات العقلية الإصلاحية في السنوات القليلة الماضية، على تأكيد أنّ مسلمي الروهينغا ليسوا جماعة عرقية فعليا، وأنهم في واقع الأمر مهاجرون بنغال يعتبرون بمثابة أحد آثار عهد الاستعمار المثيرة للخلاف ولا يدرجهم دستور ميانمار ونتيجة لهذا، ضمن جماعات السكان الأصليين الذين من حقهم الحصول على المواطنة وتعتبرهم الأمم المتحدة الروهينغا أقلية دينية ولغوية غربي ميانمار، وتقول إنهم من بين أكثر الأقليات تعرضا للاضطهاد في العالم، يُستقبلون بفتور على أفضل تقدير في دول الجوار. ونقلت بي بي سي عن وكالة الأمم المتحدة للاجئين أنّه خلال الأعوام الثلاثة الماضية، ركب أكثر من 120 ألفا من الروهينغا قوارب في محاولة للهرب إلى دول أخرى. ولأن كثيرين منهم لم ينجحوا في العثور على دولة مستعدة لاستقبالهم، أصبحوا في الواقع موضع صد ورد في أنحاء جنوب شرقي آسيا دون أن يعثروا على موطن دائم يرى منتقدون أن حل الأزمة يكمن في ضغط المجتمع الدولي على ميانمار وترى كريس ليوا الخبيرة في شؤون الروهينغا أنه ليس حتى على يضغط المجتمع الدول من أجل تحسين حياة أقلية الروهينغا، لأن بورما في نهاية المطاف هي الوحيدة القادرة على حل المشكلة. وحمل منتقدون دول جنوب شرقي آسيا ما يحذث الآن بسبب اخفاقها في التحرك على نحو حاسم، ويقول منتقدون أن هذه الدول ظلت طيلة سنوات تتجاهل بهدوء محنة الروهينغا، وكنتيجة لهذا تجد هذه الدول نفسها الآن محاطة بأزمة إنسانية تزداد وطأة. يكشف المنتقدون أن هذه الدول امتنعت عن مناقشة الأمر في مؤتمرات إقليمية خوفا من إثارة استياء ميانمار وتتهم ليوا جيران ميانمار بالتحفظ على تقديم أي مساعدة، على النقيض من الدول الأوروبية التي تبذل على الأقل مجهودا للحيلولة دون غرق المهاجرين من شمال افريقيا في البحر المتوسط . وتتفق غالبية وكالات الإغاثة والمنظمات غير الحكومية على أن دولا مثل تايلاند وماليزيا وإندونيسيا عليها واجب أخلاقي - إن لم يكن شرطا قانونيا - أن تفعل هذا إذا كان اللاجئون في مياهها الإقليمية وبالرغم من أن هذه الدول بذلت جهدا لإمداد المهاجرين بالغذاء والماء، تقول كريس ليوا إن أيا منها لم تنشط لتنفيذ عمليات بحث وإنقاذ في المناطق الواقعة خارج سواحلها مباشرة ويشير خبراء في القانون إلى أن بعض الدول ربما لا تكون راغبة في التحرك لأن هذا من شأنه أن يجعلها أكثر عرضة لمبدأ عدم الإعادة القسرية، الذي لا يُمكن بموجبه إرغام اللاجئين على العودة إلى مناطق يكون فيها تهديد لأرواحهم أو حرياتهم وناشد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، الحكومات في المنطقة أن تتذكر التزاماتها بالإبقاء على حدودها وموانئها مفتوحة أمام الأشخاص الذين تم التخلي عنهم في البحر وضمان الحفاظ على حظر الإعادة القسرية. ويشار إلى أنّ الروهينغا طائفة عرقية مسلمة مستقلة تعيش بصفة رئيسية في ميانمار، يسود اعتقاد بأنهم أسلاف تجار مسلمين استقروا في المنطقة منذ أكثر من 1000 عام، يعيش أفراد من الروهينغا كذلك في بنغلاديش والسعودية وباكستان في ميانمار، يواجهون السخرة، وليس لديهم الحق في امتلاك الأراضي، وتُفرض عليهم قيود شديدة، وفي بنغلاديش، يعاني كثيرون منهم كذلك فقرا مدقعا وليس لديهم أوراق ثبوتية أو فرص للعمل

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه