2015-10-10 

المالكي يستغل اخفاق العبادي للعودة للمشهد

من بغداد، عدنان يوسف

قال خبير سياسي إن الكبوات العسكرية التي وقعت فيها الحكومة العراقية منحت الميليشيات الموالية لإيران فرصة الضغط، لكن رئيس الوزراء العبادي لايزال صامداً. وفي تقرير كتبه كيرك سويل محلل للمخاطر السياسية تحت عنوان "حيدر العبادي وهجوم الميليشيات السياسي" ونشرته مؤسسة كارنيجي لدراسات السلام. أشار إلى الثقة المفرطة التي تحدث بها حيدر العبادي الذي عن "تحرير صلاح الدين بالكامل" من تنظيم الدولة الإسلامية: "الآن سنتحوّل نحو الغرب". لكن سرعان ماردّت الدولة الإسلامية بشن هجوم مضاد استولت خلاله على ثكنتين عسكريتين في شرق الأنبار، وطردت الحكومة بشكل شبه كامل من الرمادي، عاصمة محافظة الأنبار. واعتبر سويل إن النزعة الانتصارية السابقة لأوانها لدى العبادي، وسوء إدارة هجوم الأنبار، وما أعقبه من عاصفة إعلامية، قد كشفت علاقة العبادي الملتبسة بقوات الحشد الشعبي. وعرض التقرير سعى العبادي إلى نزع الطابع المذهبي عن الحشد عبر ضم السنّة إليه. باستقطاب المجنّدين إلى كتيبة تابعة لقوات الحشد في الأنبار. واستحضر التقرير مشهد مهم سلّم فيه العبادي شخصياً البنادق إلى أبناء القبائل السنّية الذين تطوّعوا في قوات الحشد. لكن يبقى في الظل رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الذي تعرض لضغوط من أجل إبعاده عن المشهد لاحتواء الغضب السني في العراض، لكنه استغل رواية "مجزرة الثرثار" كمحاولة أخيرة للتمسّك بماتبقّى له من السلطة – فهو، وبحسب التقرير، لم يعد يسيطر سوى على ولاء نحو ربع النواب الشيعة البالغ عددهم 183 نائباً (أو نحو ثُمن النواب ومجموعهم 328). واستبعد سويل أن يعود المالكي إلى السلطة عن طريق انقلاب ميليشاوي. لطالما ركّزت الاستراتيجية الميليشياوية الإيرانية منذ العام 2003 على بناء السلطة تدريجاً، لأنه من شأن الاستيلاء على السلطة بالقوة أن يثير استياء الشيعة العاديين. وأقر في موضع آخر أنه صحيح أن سقوط ثكنة عسكرية على مقربة من العاصمة يُظهر الحكومة في موقع ضعفٍ، لكن لايبدو أن ماحصل في ثكنة الثرثار كان قتلاً جماعياً. وكان قد شكّك العبيدي في التقارير الأولية عن أحداث ثكنة ناظم الثرثار العسكرية التي وقعت مرتين في غضون أسبوعين في أيدي تنظيم الدولة الإسلامية خلال الهجوم الذي شنّه في الأنبار. فقد قال إن التقارير التي تتحدث عن سقوط 140 قتيلاً لاأساس لها من الصحة، وإنه تم العثور على 25 جثة فقط بعضها يعود إلى قوات العدو. بما أن هذه الأرقام غير مؤكَّدة، ليس واضحاً إذا كانت مجزرة قد وقعت بالفعل في ثكنة الثرثار. وفي حين ينشر تنظيم الدولة الإسلامية باستمرار مقاطع فيديو عن المجازر التي ينفّذها، تكتفي مقاطع الفيديو التي نشرها من ثكنة الثرثار بإظهار عناصره يغادرون مسرعين بعد استيلائهم على عتاد حكومي كما أنهم يأخذون معهم جثث بعض الجنود الذين يبدو أنهم سقطوا في القتال.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه