2015-10-10 

هل يتحالف التحالف مع الحشد الشعبي لتحرير الرمادي

من القاهرة، حسين وهبه

نقلت وكالة أنباء رويترز عن شهود وضابط بالجيش العراقي إن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية يتقدمون شرقا من مدينة الرمادي صوب قاعدة الحبانية العسكرية حيث يحتشد مقاتلون شيعة لشن هجوم مضاد. وتقع قاعدة الحبانية على بعد نحو 30 كيلومترا شرقي الرمادي على الطريق إلى العاصمة بغداد. وذلك بعد يوم واحد من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار العراقية الغربية. و بدأت قوات "الحشد الشعبي" التي تتشكل في غالبها من المسلحين الشيعة بالتجمع على الأطراف الشرقية من المدينة استعدادا لمحاولة استعادتها. وذلك بعدما وجه رئيس الوزراء حيدر العبادي، هيئة الحشد الشعبي بالاستعداد مع القوات المسلحة وأبناء العشائر لتحرير الأنبار. من جانبه، أعلن المتحدث الأمني باسم الحشد الشعبي، يوسف الكلابي، أن فصائل الحشد جاهزة لدخول محافظة الأنبار وتحريرها من سيطرة تنظيم "داعش"، فيما أشار إلى أن دخول الحشد متروك للعبادي. ونقلت سي ان ان صورًا لوزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان، وهو يزور العراق اليوم الاثنين . وذكرت وزارة الدفاع العراقية في بيان لها أن زيارة وزير الدفاع الإيراني إلى العراق تأتي "تلبية لدعوة رسمية من نظيره العراقي خالد العبيدي". وأضافت الوزارة أن دهقان "سيبحث مع المسؤولين العراقيين خلال هذه الزيارة آفاق التعاون العسكري المشترك بين بغداد وطهران." يشار إلى أن إيران ترتبط بعلاقات وثيقة مع الحكومة العراقية، كما سبق لمسؤولين عراقيين أن أشاروا إلى قيام طهران بتوفير الدعم العسكري لبغداد، إلى جانب إعلان وسائل الإعلام الإيرانية بين الفينة والأخرى عن مقتل شخصيات قيادية عسكرية إيرانية في العراق. ويشكل سقوط مدينة الرمادي كارثة بالنسبة للجيش العراقي والحكومة العراقية، وعلى وجه الخصوص لرئيس الوزراء حيدر العبادي. فقد كان العبادي قد اعلن عند استعادة مدينة تكريت في مارس الماضي عن اطلاق حملة مماثلة "لتحرير" محافظة الأنبار، وتوجه بالفعل إلى الرمادي ايذانا بانطلاقها. ولكن الرمادي ذهبت، ومعها مركز القيادة العسكري لكل محافظة الأنبار. وكان العبادي قد قال قبل أيام فقط من سقوط الرمادي إنه لن يسمح لها بأن تسقط بأيدي داعش. ولكنها سقطت. والآن يتعين على العبادي واعضاء مجلس محافظة أن يفعلوا ما كانوا يقولون إنهم لن يفعلوه، الا وهو الأستعانة "بالحشد الشعبي" الشيعي الذي تدعمه إيران الذي كان له الفضل في استعادة تكريت من قبل من أيدي تنظيم "الدولة الإسلامية" في أبريل بعد ان استعانت بها قوات الأمن العراقية. لكن استخدامها أثار قلقا لدى الولايات المتحدة وغيرها. بسبب ورود تقارير عن قيام تلك المليشيات بأعمال سلب ونهب واسعة النطاق. مما أدى إلى سحبها من تكريت . ونقلت وكالة رويترز عن رئيس مجلس محافظة الأنبار، صباح كرحوت، قوله إن تلك القوات تنتظر الان في الحبانية على بعد 20 كيلومترا من الرمادي. وأكد مجلس المحافظة في بيان إلى أن حوالى 3000 مقاتل وصلوا الى الأنبار "للمشاركة بتحرير مناطق الرمادي التي تحتلها داعش". وكان قد أفيد بأن 500 شخص قتلوا عندما تخلى الجيش العراقي عن مواقعه في المدينة التي تبعد عن العاصمة بغداد بمسافة 70 كيلومترا. وقال مسؤول محلي في محافظة الأنبار إن سكان الرمادي يفرون منها "بأعداد كبيرة." لكن الولايات المتحدة أعربت عن ثقتها بأن الموقف في الرمادي لن يبقى على ما هو عليه طويلا. فقد قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بأن القوات التي ترسل إلى المنطقة ستتمكن من تغيير الوضع هناك في غضون الاسابيع القادمة. ويقول جيم ميور مراسل بي بي سي في بيروت إن الحكومة العراقية كانت تخشى من أن يؤدي دخول الميليشيات الشيعية الى مدينة الرمادي السنية الى مضاعفات طائفية خطيرة. وكانت قوات الجيش والشرطة العراقية قد هربت من الرمادي بشكل فوضوي بعد أيام من القتال الضاري. وجاء في بيان نسب الى تنظيم "الدولة الاسلامية" أن مسلحيه "طهروا المدينة تماما"، مضيفا أن التنظيم نجح في السيطرة على معسكر الفرقة الثامنة بما فيه من دبابات وقاذفات صواريخ تخلي عنها الجنود الفارون. وتقول منظمة الهجرة الدولية إن نحو 8 آلاف شخص قد نزحوا من الرمادي في اليومين الأخيرين. من جانب آخر، قال ناطق باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إن طيران التحالف شن 19 غارة على مواقع وآليات تابعة لتنظيم داعش في الرمادي وحولها في الأيام الثلاثة الماضية. وقال الناطق إن "التحالف زاد من مستوى الدعم الذي يقدمه في الرمادي اليوم من أجل تلبية كل طلبات قوات الأمن العراقية"، مضيفا أن الغارات استهدفت مواقع وآليات مدرعة ومباني.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه