2015-10-10 

عن تفجير القطيف نقول: لأنها السعودية !

عبدالله الجنيد

أن تستهدف السعودية بكل الأشكال الممكنة بما في ذلك الإرهاب عبر تاريخها السياسي الحديث فذلك ليس بمستغرب أو بجديد لانها شرفت بالدفاع عن أقدس مقدسات المسلمين ، و كانت دائماً حصن الهوية العربية عبر التاريخ و من يفترض أن استهداف السعودية سيتوقف فهو واهم . المشروع الذي أنطلق في 2003 لا زال قائما و ما الهجوم الإرهابي على القديح إلا أحد مخاضاته ليس إلا ، و ما كان لذلك المشروع أن ينكسر في 2011 لولا وقوف المملكة العربية السعودية سدا منيعاً له . فمواقفها أعادت للضاد العربية مكانتها السياسية بفضل من الله و المغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز عندما قال لا للتفريط في أرض عربية ، و من بعده خادم الحرمين الشريفين سلمان الحزم عندما قال " دون الارض الروح و الدم " فكانت عاصفة الحزم . ما حدث يوم الجمعة في مسجد الامام علي في القديح استهدف الارادة الوطنية السعودية لا طائفة بعينها ، و الرد السعودي جاء سعوديًا عربيًا عبر طوابير التبرع بالدم لا بالشجب أو التردد . ذلك الرد مثل تجسيدا للانتماء الوطني امام امتحان الارهاب باستهداف الارادة الوطنية السعودية . فالإرهاب مهما تمسح بمذهب يظل لا دين او مذهب له ، فهي جماعات مغلولة يدها في امور القياس ، تقدم القتل على العقل . فلا تبرأة لأحد هنا عندما يوظف الارهارب منحهجاً لأنه بذلك يخرج على الاجماع الوطني مهما كان الدافع ، و ليعلم الجميع ان كل من يتقبل او يتعاطف مع ذلك الفكر هو شريك لهؤلاء القتله في اي بقعة من بقاع الوطن العربي المكلموم بداء فكر الطوائف الارهابية و يده قد تكون مغموسة في دم شهداء القديح . محاربة الارهاب الان قد باتت فرض عين على كل مواطن و يجب ان ننتبه لمن يخالط اولادنا او من يسهم في تكييف او صقل قناعتهم الفكرية مهما كان ذلك البعض و لا نستثني المدرسة او المسجد . فالأسرة اول القلاع التي يجب ان تكون امنع قلاع الوطن فأن تخلفنا عن ذلك سهل امر اختراق امننا المجتمعي و تهديد امننا القومي . عندما نترحم على شهداء القديح يجب أن نتعهد لهم بأن أرواحهم ستبقى نبراسا يستحث فينا التمسك بالوطن مهما بلغت التحديات و اننا سنمتحن مراراً و تكراراً ، الا اننا ندرك يقينا بأننا أبناء مصير واحد شركاء وطن لا قبيلة او طائفة حتى و ان تجاوز الوطن علينا لاننا لا نملك الا الوطن . في أحد الاجتماعات ضمن وفد بحريني مع السيد الستر برت نائب وزير الخارجية البريطاني في 2012 ، لمناقشة الجهد المدني في المصالحة الوطنية اجتماعيا ، تطرق أحد الحضور لمسألة " التعايش السلمي وطنيا " مستشهدا بتجارب لا تحتمل اسقاطها بحرنيًا ، حينها استأذنت بطلب الحديث موجها حديثي لشريكي في الوطن متسائلاً " هل حدث أن قتل بحرنيا اخر على أساس طائفي خلال أزمتنا الوطنية " فكان الرد بالنفي . و لنستطيع مواجهة من يتجر بآلام الوطن طائفيا علينا عدم الإنجرار لتوظيفات ذلك البعض اللغوية فتتحول الى ثقافة و جزء من ثقافة الحل . و إن كان لي أن أخاطب وجدان إخوتي في المصير من السعوديات و السعوديين ، فسيكون خطابي أن يلتزموا كل الحذر من الانجرار إلى توظيف مصطلحات مثل التعايش السلمي او التعريف على أساسا مذهبي ، فأنتم اكبر من كل امتحان و وطنكم سعيد منيع بكم .

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه