2015-10-10 

بدء انتخابات بلدية واقليمية تاريخية في اسبانيا

من مدريد، ميكائيلا سانسيلا كيفر

بدأ الاسبان يدلون بأصواتهم الأحد في انتخابات بلدية واقليمية وصفت بـ"التاريخية" لانها قد تعيد رسم المشهد السياسي الذي يهيمن عليه اليمين اليوم مع صعود حزبين جديدين ووصول جيل "غاضبين" إلى الحكم. وقد فتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي على أن تقفل في الساعة 8 مساءً. ويدعى 35 مليون ناخب -من أصل 46,5 مليون نسمة- إلى صناديق الاقتراع بعد حملة محتدمة تشهد على رهان هذا الاقتراع الذي يعتبر بمثابة اختبار للانتخابات التشريعية المرتقبة في أواخر العام. وسيتم التجديد لبرلمانات 13 منطقة وانتخاب 8122 رئيس بلدية. ويتوقع أن يكون الحزب الشعبي الحاكم الخاسر الأكبر فيما يهيمن حاليا على 13 منطقة تتمتع بحكم ذاتي من أصل 17 (المناطق الاربع الاخرى يحكمها الحزب الاشتراكي وقوميون محافظون في كاتالونيا ومنطقة الباسك). وقد يواجه الحزب الشعبي أيضا صعوبات في معقليه التقليديين مدريد وفالنسيا. ويهدد الحزب الشعبي الذي تلطخت صورته بفضائح الفساد من قبل حزب الوسط اليميني سيودادانوس الذي نشأ في كاتالونيا وانطلق بنجاح في كل اسبانيا مركزا على ضرورة مكافحة الفساد بلا هوادة. أما الحزب الاشتراكي الذي يتناوب على السلطة مع الحزب الشعبي منذ نحو ثلاثين عامًا فهو مهدد بصعود حزب بوديموس المناهض لليبرالية والذي يتزعمه بابلو ايغليسياس صاحب الكاريسما والصديق الكبير للزعيم اليوناني الكسيس تسيبراس. ومنذ بداية مايو بدت الحملة على أشدها خاصة وأنها تسبق الانتخابات التشريعية المرتقبة أواخر العام. لكن القلق والترقب ما زال سيد الموقف مع 30% من المترددين الذين لم يحسموا رأيهم قبل الاقتراع مباشرة. زعيم حزب "سيودادانوس" البرت ريفيرا في مدريد في 22 مايو 2015 وقد انخرط رئيس الحكومة ماريانو راخوي (الحزب الشعبي اليميني) بكل قواه في الحملة وجاب 14 الف كلم فيما اجتاز بدرو سانشيز الامين العام للحزب الاشتراكي مسافة 25 الف كلم. وبعد ست سنوات من الأزمة قد تبدأ اسبانيا بترك هذه الثنائية الحزبية مع صعود حزب بوديموس المناهض لليبرالية والحليف مع الحزب اليوناني سيريزا أو حزب سيودادانوس (المواطنون) من اليمين الوسط، وهما تشكيلان يتزعمهما بروفسور العلوم السياسية بابلو ايغليسياس والمحامي البرت ريفيرا. وتأتي هذه الانتخابات بعد أزمة أدت إلى صدمات لم تهدأ تردداتها بعد رغم الانتعاش الاقتصادي الذي بدأ في 2014 فقد فقد عشرات الأف الأسبان مساكنهم، وهاجر الاف الشبان هربا من البطالة التي تشمل نصفهم وايضا 23,7% من الفئة السكانية العاملة. وكل ذلك على خلفية وضع قاتم تغذيه قضايا فساد عديدة في خضم سياسة تقشف شديدة. وتشير الاستطلاعات الاخيرة الى أن الحزبين الكبيرين سيرغمان على عقد تحالفات في 12 منطقة للتمكن من الحكم. والسيناريو مماثل بالنسبة للبلديات حيث التشكيلات المنبثقة خصوصا من حركة "الغاضبين" عديدة مع منافسة شديدة في مدريد وبرشلونة.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه