2015-10-10 

عاصفة الحزم تثير عاصفة الوطنية بين السعوديين

من الرياض، فهد معتوق

كشف تقرير لصحيفة فاينانشال تايمز البريطانية عن تنامي حالة غير مسبوقة من الوطنية المفرطة بين السعوديين عقب التدخل العسكري بقيادة السعودية في اليمن قبل نحو شهرين. ورصد تقرير فاينانشال تايمز تعليق شركات سعودية لوحات ضخمة عليها عبارات الولاء للملك "الحاسم الحازم"، فضلا عن انتشار لوحات إعلانية لإحدى شركات الاتصالات السعودية تقدم خصمًا لأفراد الشرطة والجيش. ويعرب السعوديون على وسائل التواصل الاجتماعي عن دعمهم للملك سلمان، بحسب ما ورد في التقرير الذي نقلته بي بي سي. وقال التقرير المنشور في موقع بي بي سي إنه على الرغم من أن الغارات الجوية التي تقودها السعودية في اليمن أثارت قلقا دوليا، وعززت التوتر مع إيران، فقد حظيت بترحيب بين السعوديين. وأضاف أن هذه الحملة العسكرية مثلت بالنسبة للسعوديين بداية لحقبة جديدة تتسم بالحزم حتى لو لم تحقق حتى الآن أهدافها السياسية. وبالنسبة للشباب السعوديين، فإن التحول الأبرز في ظل حكم سلمان يتمثل في صعود قيادات شابة إلى سدة الحكم، وفي مقدمتهم الأمير محمد بن سلمان (30 عاما) الذي يتولى منصب ولي ولي العهد ووزارة الدفاع ويرأس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية المنوط به إجراء إصلاحات اقتصادية . تجدر الإشارة إلى أنّ المملكة العربية السعودية تقود عملية عسكرية سعودية، بمشاركة تحالف دولي مكون من عشر دول ضد جماعة أنصار الله الحوثيون والقوات الموالية لهم وللرئيس السابق علي عبدالله صالح. بدأت عاصفة الحزم في الساعة الثانية صباحاً بتوقيت السعودية يوم الخميس الموافق 26 مارس الماضي ، حيث تولت القوات الجوية السعودية قصف جوي كثيف على المواقع التابعة لمسلحي جماعة أنصار الله والقوات التابعة لصالح في اليمن. وخلال الساعت الأولى من العملية سيطرت القوات السعودية على أجواء اليمن وتدمير الدفاعات الجوية ونظم الاتصالات العسكرية الحوثية، وأعلنت السعودية بأن الأجواء اليمنية منطقة محظورة، وحذرت من الاقتراب من الموانئ اليمنية. وحذرت السعودية، على لسان وزير دفاعها قبل شن عمليات عاصفة الحزم من عواقب التحرك نحو عدن، وجاءت العمليات بعد طلب تقدم به الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لإيقاف الحوثيين الذين بدأوا هجوماً واسعاً على المحافظات الجنوبية، وأصبحوا على وشك الاستيلاء على مدينة عدن، التي انتقل إليها الرئيس هادي بعد انقلاب 2014 في اليمن. وأعلنت مصر دعمها السياسي والعسكري للعمليات العسكرية وعن ترتيبات تجريها مع دول الخليج للمشاركة في العمليات ضد الحوثيين، وبدأت أول الضربات الجوية على مطار صنعاء وقاعدة الديلمي الجوية ومقر قيادة القوات الجوية التي كان الحوثيون قد سيطروا عليها وعينوا قائداً لها منهم، واعتبر حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه علي عبد الله صالح عدواناً على اليمن. في 21 أبريل الماضي أعلنت قيادة التحالف عن توقف عملية عاصفة الحزم وبدأ عملية إعادة الأمل، وذلك بعد أن أعلنت وزارة الدفاع السعودية إزالة جميع التهديدات التي تشكل تهديداً لأمن السعودية والدول المجاورة، وبعد أن تم تدمير الأسلحة الثقيلة والصواريخ البالستية والقوة الجوية التي كانت بحوزة ميليشيا الحوثيين والقوات الموالية. وأعلنت السعودية هدنة لمدة 5 أيام منتصف الشهر الجاري لتتمكن المنظمات الإنسانية من توصيل المساعدات لسكان اليمن إلا أنّ الحوثيون اخترقوا الهدنة وقصفوا الحدود السعودية مما ادى إلى استكمال القتال في اليمن.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه