2015-10-10 

كيف ستتعامل أميركا مع داعش بعد سقوط الرمادي

من القاهرة، حسين وهبه

تصريحات أدلى بها وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، شكك فيها من إرادة القوات العراقية لقتال تنظيم داعش بعد سيطرته على الرمادي، أثارت تساؤلات بشأن خيارات الولايات المتحدة في العراق ، لاسيما وأنّ كارتر قال متعجبًا: نستطيع أن نقدم لهم التدريب والتجهيزات، إلا أننا بالتأكيد لا نستطيع أن نقدم لهم إرادة القتال ومن بين الخيارات المطروحة أمام الولايات المتحدة، إرسال المزيد من القوات الأميركية إلى العراق وهومادعا له رئيس لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ، السيناتور جون ماكين، منتقدًا إدارة الرئيس باراك أوباما، ومحملها مسؤولية تدهور الوضع الأمني بالعراق وافتقاده لاستراتيجية واضحة هناك. عرض ماكين يرفضه آخرون ويتعجبون كيف يطلب جون عودة الجنود إلى حيث قُتل منهم عدة آلاف قبل أعوام قليلة. وشدد ريتشارد كلارك، مستشار مكافحة الإرهاب السابق بالبيت الأبيض، على ضرورة الحذر االشديد، قائلا: إذا كان علينا العودة ينبغي فهم الأسباب واحتمالية النجاح ووضع خطة دقيقة وما هي محاذيرها. استخدام مختلف للقوات الأمريكية بأرض العراق هو الخيار الثاني المعروض على أميركا حيث يوجد قرابة 3 آلاف جندي أميركي لتقديم الاستشارات، دعا خبراء لنشر بعضهم قرب الخطوط الأمامية لتحديد الأهداف لطائرات التحالف. وكشف كلارك لسي ان ان، أنّ المشكلة ترجع لعدم وجود أي شخص بالخطوط الأمامية لتوجيه الضربات الجوية وفي أحيانا كثيرة تعود المقاتلات دون تنفيذ غارات. وفي السياق ذاته تصاعدت دعوات الخبراء لتكثيف تدريب القوات العراقية، التي أنفقت أميركا مليارات الدولارات في تدريبها وتجهيزها، وتتعثر في مقاتلة داعش. ودعا كينيث بولاك، مركز دراسات الشرق الأوسط بمعهد بروكينز، الدول الأوروبية للمشاركة في توسيع البرنامج التدريبي، مشددًأ على أنّ أقصى ما يمكن للولايات المتحدة القيام به تدريبهم، وتزويدهم بالعتاد لكن ليس الإرادة للقتال. الخيار الرابع لدى واشنطن هو دعم العشائر السنية والتي تقف في الخطوط الأمامية لقتال داعش منذ أكثر من عام، وفي حين فضلت بعضها الحياد، تذمر الرافضين له والذين تحالفورا مع آخرين للقتال ضد المليشيات المتشددة ، مرارا من عدم تلقيهم الدعم مع تباطؤ الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة، في تسليحهم. وبرر عدنان الأسدي النائب عن كتلة دولة القانون رفض مقترح تسليح العشائر السنية بأنه لا يدخل في نطاق الطائفية، بل لتفادي استخدام هذه الأسلحة ضد الحكومة العراقية، مضيفا خلال مقابلة مع سي ان ان ، كل محاولات إرسال أسلحة وذخائر ينبغي أن تكون عبر الحكومة المركزية، ولهذا السبب نرفض المقترح الأميركي بتسليح عشائر في الأنبار لضمان عدم وقوع الأسلحة بالأيدي الخطأ تحديدا داعش ويرى مختصون بضرورة تشكيل حرس سني لضمان دعمهم لأي تحالف مناهض لدعش السماح للمليشيات الشيعية بدور أكبر خيار مطروح على البيض الأبيض، حيث دعمت المليشيات الشيعية الحكومة العراقية لاسترداد مدينة تكريت من سيطرة داعش في مارس الماضي، إلا أن خبراء يتخوفون من انعكاسات لعبها دورا محوريا في استعادة الرمادي بخلق دوامة عنف طائفي. التخلي عن العراق، يبدو الخيار الأقل احتمالا، فرغم تقديرات محللين أن أميركا هي أقل الخاسرين في حال قرار نفض اليد عن العراق. يؤكد إيان بريمر من مجموعة إيرايشيا أنّ حقيقة داعش أنه لا يمثل خطرا أكبر على أمريكا بقدر المنطقة وأوروبا. ويرى آخرون بأنه ما من خيار أمام أميركا سوى المضي في مساعدة العراق، ويقول بولاك: إما عليها القيام بما يكفي حتى يعم الاستقرار والسلام العراق، أو تنحدر البلاد أكثر نحو الفوضى وحرب أهلية. ويشار إلى أنّ الانتصارات الأخيرة في مدينتي الرمادي العراقية وتدمر السورية أظهرت مدى مرونة داعش بمواجهة الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة، وجهود القوات العراقية على الأرض.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه