2015-10-10 

المغرب والبوليساريو لا يبحثان عن حل لمشكلة الصحراء الغربية

من الرباط، دعاء اليزن

قال خبير دولي إن كلام من المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة ن الجزائر لايُبديان رغبة حقيقية في التوصل إلى حل للنزاع الدائر حول الصحراء الغربية. وأضاف جاك روسيلييه أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة العسكرية الأميركية أن النزاع على الصحراء الغربية شهد تحوّلاً مع سعي كل من المغرب وجبهة البوليساريو/الجزائر إلى الترويج لجدول أعمال يتعارض مع جدول أعمال الفريق الآخر حول دور بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية والغاية منها. ويشهد الملف الصحراوي خلافا بين الاطراف في مايختص بالسؤال إذا كان يجدر بقوة حفظ السلام مراقبة حقوق الإنسان كل مرة يتم تمديد ولاية القوة من قبل مجلس الأمن الدولي. وأشار الخبير في تقرير له نشرته مؤسسة كارنيجي للسلام بعنوان (دور جديد للأمم المتحدة في الصحراء الغربية) تضاؤل هامش التحرّك المتاح أمام الأمم المتحدة، في إطار سعيها إلى إرساء توازن بين إصرار المغرب على التزام بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية حصراً بمهمة المراقبة العسكرية من جهة، وبين مطالب جبهة البوليساريو المؤيّدة للاستقلال بتركيز البعثة على مراقبة إجراء استفتاء حول تقرير المصير في المستقبل ووضع تقارير عن الرعاية الاجتماعية وشؤون حقوق الإنسان في مختلف أنحاء الصحراء الغربية من جهة أخرى. ويعيب التقرير على الاطراف عدم سعيهم في حل المشكلة بدلاً من ذلك يركّز أفرقاء النزاع على التأثير في صياغة التقارير التي يرفعها أمين عام الأمم المتحدة إلى مجلس الأمن. وبينما تزعم الجزائر أنها ليست طرفاً في النزاع، معتبرةً أنه يقع على عاتق جبهة البوليساريو والمغرب التفاوض لتسوية الخلاف. إلا أنه من شأن أي مراقبة شاملة لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية ومخيمات اللاجئين أن يجعل من الجزائر - كبلدٍ مضيف لمخيمات اللاجئين القادمين من الصحراء الغربية - المحاوِر المباشر للمغرب، وليس جبهة البوليساريو، الأمر الذي سيفرض على الجزائر الجلوس رسمياً إلى طاولة المفاوضات. والصحراء الغربية، بحسب موقع بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية، هو إقليم في شمال غرب الساحل الأفريقي حدوده مع المغرب وموريتانيا والجزائر وكان يدار من قبل إسبانيا حتى عام 1976. وأكد المغرب وموريتانيا أحقيتهما بالإقليم وهو مزعم عارضته الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء (جبهة البوليساريو). وكانت الأمم المتحدة قد سعت للتسوية في الصحراء الغربية منذ انسحاب إسبانيا في عام 1976 والقتال الذي اندلع بعد ذلك بين المغرب والتي كانت قد ”أدمجت“ الإقليم، وجبهة البوليساريو بدعم من الجزائر في 1979, وكانت موريتانيا قد تخلت عن كل مطالبها في الصحراء الغربية في 1979. ويستمر الصراع الدائر بين الطرفين منذ 23 سنة وحتى اليوم دون إيجاد تسوية. وفي عام 1985 بادر الأمين العام للأمم المتحدة بالتعاون مع منظمة الوحدة الأفريقية بإرسال بعثة للمساعي الحميدة أدت إلى "مقترحات للتسوية" والتي قُبلت في 30 أغسطس 1988 من المغرب وجبهة البوليساريو. وفي 1990، اعتمد مجلس الأمن تقرير الأمين العام والذي تضمن النص الكامل لمقترحات التسوية وإطار خطة الأمين العام لتنفيذها اساسها استفتاء شعب الصحراء الغربية على الانضمام للملكة المغربية أو الاستقلال. ووفق خطة التسوية فإن الاستفتاء في الصحراء الغربية كان من المقرر أن يجري في يناير 1992. ولكن لم يكن ممكنا المضي قدما وفقا للجدول الزمني الأصلي بسبب إندلاع الاتشباكات بين الطرفين وتبادل إطلاق النار.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه