2015-10-10 

خطة داعش بعد سقوط الرمادي وتدمر

رويترز

عزز سقوط مدينتي الرمادي غرب بغداد وتدمر إلى الشمال الشرقي من دمشق في آن واحد تقريبا نفوذ تنظيم داعش ، وبث روحا جديدة في مقاتليه، وملأ شوارع مدينتين بجثث أعدائه وأجبر واشنطن على إعادة النظر في استراتيجيتها. ورغم تحقيق أكبر انتصارين في العراق وسوريا منذ ما يقرب من عام، وما يبدو على المقاتلين من شعور بالانتصار في مقاطع الفيديو المنشورة على يوتيوب والقسم بمواصلة الزحف إلى بغداد ودمشق فلا يبدو أن هناك مجالا يذكر لتوسيع رقعة الأراضي الواقعة تحت سيطرة التنظيم، على الأقل في الوقت الراهن. بحسب رويترز أصبحت أضعف الأهداف الآن في قبضته وسيتعين على مقاتليه تكريس قدر كبير من الجهد للاحتفاظ بما لديه من أراض وإدارتها يعادل الجهد الذي تستلزمه محاولة توسيع نطاق هجومهم. ففي العراق يسيطر مقاتلو التنظيم بالفعل على أغلب الأراضي التي يمثل فيها السنة العنصر الغالب. وتمثل رد الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة على سقوط الرمادي في وادي نهر الفرات في ارسال الفصائل الشيعية المسلحة المدعومة من ايران التي سبق أن هزمت مقاتلي داعش في وادي نهر دجلة. أما في سوريا فقد استمدت جماعات مسلحة سنية منافسة لداعش الدعم من دول عربية وتنامت قوتها فتوسعت جغرافيا على حساب حكومة الرئيس السوري بشار الأسد. وقد خسر التنظيم أرضا في كل من العراق وسوريا في الشهور الأخيرة لكنه كسب بعض الأرض أيضا، وفي البلدين مُني تنظيم داعش بهزائم على أيدي الأكراد. ويرى مراقبون أنّ التنظيم وإن كان يستطيع التوسع الجغرافي في الوقت الراهن، فإن الانتصارين اللذين تحققا له هذا الشهر يمنحانه زخما له أهميته في الحفاظ على دعم الناس له في المناطق الخاضعة لحكمه. وأكد أحمد علي الزميل الباحث في مركز التعليم من أجل السلام في العراق بواشنطن أنّ الاستفادة من الزخم الذي اكتسبه من السيطرة على الرمادي وتدمر تأخذ الأولوية بالنسبة لتنظيم داعش لافتا إلى أنّ الحرب تدور حول تحولات الزخم. وأضاف أنّ الزخم كان في غير صالح التنظيم إلى أن تمكن من السيطرة على الرمادي، موضحا أنّ الفرصة مناسبة لكي يواصل التنظيم الضغط لأنه يحاول استعادة سمعته كقوة لا تقهر. وبعد انهيار الجيش العام الماضي واستيلاء داعش على مساحة كبيرة من الأراضي في شمال البلاد خلال هجوم خاطف هبت الحكومة والفصائل الشيعية المتحالفة معها لوقف الهجوم قبل أن يصل إلى أبواب بغداد. ولم يستطع مقاتلو التنظيم تحقيق هدف السيطرة على سامراء الواقعة شمال العاصمة والتي يوجد فيها واحد من أهم الأضرحة الشيعية تعهدوا بتدميره. وأصبحت الحكومة والفصائل المتحالفة معها الآن تسيطر سيطرة قوية على العاصمة ذات الأغلبية الشيعية وتمكنت حتى الآن من منع داعش من تأمين مواطيء قدم قوية لها في الأراضي الزراعية السنية على المشارف الغربية والجنوبية وهي منطقة عرفت باسم "مثلث الموت" خلال فترة الاحتلال الأمريكي بين عامي 2003 و2011. وتقدمت في مارس الماضي القوات الحكومية والفصائل شمال بغداد إلى وادي نهر دجلة واستردت مدينة تكريت مسقط رأس صدام حسين. وبأموال وأسلحة ايرانية بل ومستشارين ايرانيين أثبتت الفصائل الشيعية المسلحة أنها قوة ذات قدرات مهمة في ساحة القتال رغم أن واشنطن تشعر بالقلق لأن وجودها سيؤدي إلى تفاقم التوترات الطائفية. وحتى الآن عمدت الحكومة إلى إبقاء الفصائل الشيعية خارج وادي نهر الفرات ذي الغالبية السنية في المنطقة الواقعة غربي العاصمة. غير أن سقوط الرمادي دفع بغداد إلى إرسال مقاتلي الفصائل الشيعية المعروفة باسم الحشد الشعبي وهو ما يعني أن تنظيم الدولة الاسلامية سيواجه الآن خصما يتمتع بقوة هائلة. وتخشى واشنطن أن يؤدي وجود الفصائل الشيعية إلى ارتماء العشائر المحلية في أحضان الدولة الاسلامية. وانتقدت وزارة الدفاع الأمريكية قرار الفصائل اطلاق تسمية ذات صبغة طائفية على العملية. ويقول مقاتلون من تنظيم داعش اتصلت بهم رويترز في العراق إن مهمتهم الأساسية في الوقت الراهن هي قتال الصحوات أي رجال العشائر السنية الذين يقاومون حكم التنظيم. وقال مايكل نايتس الخبير في شؤون العراق بمعهد واشنطن إنه بسقوط الرمادي بلغ المقاتلون الحدود الطبيعية لدولة سنية من الناحية الجغرافية. وأضاف قائلا "في العراق مازال التنظيم يخسر أرضا ولا يكسب أرضا بغض النظر عن المناورات التكتيكية البارعة مثل الرمادي، فالتنظيم لا يقدر سوى على اللعب على أطراف المناطق التي بحوزته بالفعل."

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه