2015-10-10 

انتحاري ولكن... فوق الخمسين !

فهيد اليامي

لم يعد يعنيني كيف تم انشاء التنظيمات المتطرفه ذات الصبغة الإرهابية في الوطن العربي وماهي أهدافها ومن خلف إنشاءها ودعمها عبر أجندات سياسية أو دينية فكل ما يعنيني هي ( فقرة الانتحاري). أحاول استوعب اللحظات الخطيرة والحاسمة للإنتحاري حينما يرتدي الحزام المتفجر. ماهي مشاعره في تلك اللحظة الذي قرر فيها إنهاء مسيرته في الدنيا بمجرد ان يكبس على زر الموت السريع ..! ماهي الأدوات المستخدمة في إقناع شاب قادم للحياة لم يتمكن من الاستمتاع فيها إلا بنسبة ٢٠٪ وهي لا تكفي بطبيعة الحال! ماهي العوامل اللي ساعدت على تسخير عقلة وتسليمه لجهة التنظيم الإرهابي؟ كيف لشاب قبل أيام يتابع دوري جميل ويحضر المباريات، كيف لشاب كان يذهب مع أصدقائه للتنزه في أماكن الترفيه ان يجرؤ لاتخاذ قرار إنهاء حياته في اقل من ثانية، وهو بذلك يتجاوز أمر الله ويقتنع بمن حدد وقت موته وبالطريقة التي يرغب بها ..! لماذ يتم اختيار الشباب من صغار السن لتنفيذ العمل الانتحاري وماهي الصورة الذهنية التي تشكلت في دماغه ما جعله يوافق على تنفيذ العملية بكل بساطة وأريَحَيَة. هناك من ربط الحالة بالجنس من خلال حور العين وأنهم سوف يلتقون قريبا في الحياة الابدية ..! استدراج هذه الفئه وغسل أدمغتهم وتحويلهم إلى آلة موت تحتاج إلى دراسة حقيقية، خاصة قسم الاقناع في التنظيم. لماذا لا يتم عقد صفقة معهم للمساهمة في إقناع مجلس الأمن في القضية الفلسطينية أو مبعوث الدولة في الأمم المتحدة، وبذلك يكون عملهم إيجابي ومفيد، طالما لديهم القدرة في تحويل شاب يافع عاشق للحياة إلى شخصية انتقامية كاره للجميع ..! تخيل مدى صعوبة إقناع شخص بتنفيذ عمل ارهابي، ليقتل نفسه، فما بالك إذا امتلكت القدرة على إقناعه بأن يفجر نفسه في مسجد. هذا دليل قوي على قدرة مدهشة على الإقناع. السؤال لماذا لا يقوم بهذا العمل الانتحاري من يتجاوز عمره الخمسون عامًا وما فوق ؟ لآن هذه الفئه السنية عاشت حياتها بكل تفاصيلها من سن المراهقة حتى هذه اللحظة نفسي اسمع أن انتحاري عمره خمسون عامًا هو من قام بهذا الفعل ..! هؤلاء المنتفعين المؤدلجين ينفذون أجندة سياسية خارجية الهدف منها زعزعة الأمن وخلق بلبلة بين أفراد المجتمع السعودي في الوقت الذي يستثمرون فيه شباب الوطن وغسل أدمغتهم مقابل شقق فخمة في جنة الدنيا وينعمون بحور العين الأوربية ..! فمتى يستيقظ شبابنا من الغفلة ويقفون في وجه تلك التنظيمات الإرهابية!

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه