2015-10-10 

«وظيفتك وبعثتك».. أسئلة مشروعة

أيمـن الـحـمـاد

الحديث عن احتواء المبتعثين بوظائف تتناسب مع مؤهلاتهم مؤرق للطلبة الذين يمضون السنين في الغربة لتلقي العلوم في تخصصات قالت لهم وزارة التعليم العالي -آنذاك- إن السوق السعودية تحتاجها في مستقبل الأيام.. لذا التحقوا بها ورجعوا واستقبلتهم السوق ما بين راضٍ ومحبط، وأسهمت جهود تمثلت في تنظيم معارض للتوظيف من خلالها تم استقطاب بعض خريجي برنامج الابتعاث للقطاع العام والخاص. تفخر المملكة أن لديها حوالي 150 ألف مبتعث، وهذا الرقم، وإن كان مدعاة للفخر، إلا أنه مسؤولية ضخمة علينا أن نكون في مستوى مواجهتها، ليس وظيفياً فقط؛ بل على مستوى توفير البنى التحتية اللازمة لإكمال ما يريد هؤلاء الطلاب استكماله في بلادهم، فليس إيجاد الوظيفة والراتب هو طموح كل المبتعثين، فجزء منهم قد رسم في باله صورة أخرى لاستكمال أبحاث ومشروعات عمل عليها فترة دراسته ويرغب في أن ينقل تلك التجربة إلى وطنه كواجب يمليه عليه حسّه وامتنانه لهذا البلد.. والواجب علينا أن نتعمق في فلسفة تجربة الابتعاث بوصفها مشروعاً ريادياً -وإن كان ذلك بعد أكثر من 10 سنوات- من شأنه تحقيق نقلة ونهضة معرفية تدفع ببلادنا نحو مصاف الدول المتقدمة والمصنعة، فهذا ما تحقق في دول كثيرة لا سيما في الشرق الآسيوي.. لكن تجربة الابتعاث التي حدثت في مصر وسورية على سبيل المثال لم تؤتِ ثمارها خيراً لبلدانهم بل للخارج، حيث تم استقطاب الكثير من الخريجين من خلال تجنيسهم وتوفير الدعم البحثي لهم، ما قاد كثيراً من الدول في أوروبا وكذلك أميركا إلى قطف ثمرة تلك الأدمغة المهاجرة، مخترعات وابتكارات، نراها اليوم منجزات تجيّر باسم الدولة الحضن وليس الأم. إن الخطوة التي قامت بها وزارة التعليم اليوم من خلال إبرامها عدداً من الاتفاقيات تحت شعار «وظيفتك وبعثتك»، هي خطوة غاية في الأهمية ومن شأنها الإسهام في تبديد القلق الذي يعيشه المبتعث فور خروجه والتحاقه بجامعته، كما أنها ستعمل على توجيهه للطريق الصحيح، لكن من الضروري لوزير التعليم الدكتور عزام الدخيل أن يدرك بأن القطاع الخاص معنيّ بهذه المبادرة، فهو المستفيد من خير هذه البلاد، وعلى الوزارة أن تحدّث من معلوماتها وتنبؤاتها بشأن احتياجات السوق خلال السنوات المقبلة كداعم لمبادرة «وظيفتك وبعثتك».. كما أن من الواجب أن ندرك بأن هنالك من الطلاب من يرغب في العمل الأكاديمي، وهم المنوط بهم المهام البحثية التي هي الأساس في نهضة الأمم يواجهون إشكالات من أجل الالتحاق بهيئة التدريس في الجامعات السعودية التي فضّل بعضها الوافدين القادمين من جامعات متواضعة للغاية على السعوديين القادمين من جامعات أجنبية.. فما السبب؟!

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه