2015-10-10 

ضربة جديدة تهز عرش السلطان اردوغان

من اسطنبول، ارجان جورسيس

رويترز - منيت آمال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في توسيع صلاحياته بلطمة خطيرة يوم الأحد حين فشل حزب العدالة والتنمية الحاكم في الفوز بأغلبية صريحة في انتخابات برلمانية حسبما أظهرت النتائج الجزئية. وذكرت محطة تلفزيون سي.إن.إن تورك أنه مع فرز 94 في المئة من بطاقات الاقتراع حصل الحزب على 41 في المئة من الأصوات وهي نتيجة ستجعله يواجه صعوبة في تشكيل حكومة مستقرة للمرة الأولى منذ تولى السلطة قبل أكثر من عقد. وقال مسؤول كبير بالحزب لرويترز طالبا عدم نشر اسمه "نتوقع حكومة أقلية وانتخابات مبكرة." وتراجع سعر الليرة التركية بصورة حادة امام الدولار في تعاملات شحيحة بعد ساعات التداول مع اتخاذ المستثمرين الذين يخشون مزيدا من انعدام اليقين السياسي مراكز استعدادا لتعاملات يوم الاثنين. وغاب صخب الاحتفالات عن الأجواء خارج مقر حزب العدالة والتنمية في أنقرة. وهتف مئات المؤيدين لأردوغان مؤسس الحزب لكن لم تكن هناك علامة تذكر على الحشود الهائلة التي تجمعت تحت شرفته بعد الانتصارات في الانتخابات السابقة. وذكرت محطة سي.إن.إن تورك أن حزب الشعوب الديمقراطي يتجه للفوز بأكثر من 12 في المئة من الأصوات. وأثار احتمال اجتيازه العتبة اللازمة لدخول البرلمان للمرة الأولى احتفالات في الجنوب الشرقي الذي يغلب عليه الاكراد. وقال سيري ثريا أوندر أحد مشرعي الحزب في مؤتمر صحفي إن الحزب يتوقع الحصول على حوالي 80 مقعدا من 550 مقعدا في البرلمان. وكان اردوغان -وهو اكثر الزعماء شعبية في تركيا في العصر الحديث لكنه ايضا اكثرهم اثارة للانقسام- يأمل في انتصار ساحق لحزب العدالة والتنمية للسماح له بتغيير الدستور وانشاء رئاسة أقوى على النظام الأمريكي. وسيمثل عدم فوز الحزب بأغلبية مطلقة نهاية لاثني عشر عاما من الحكم المستقر المتصل لحزب واحد وهي انتكاسة لاردوغان ورئيس الوزراء احمد داود أوغلو. ويلزم الدستور اردوغان بأن يبقى فوق السياسات الحزبية لكنه حضر تجمعات انتخابية طوال حملة انتخابية تصادمية. وصور الرجلان الانتخابات على أنها خيار بين "تركيا الجديدة" وعودة الى تاريخ تميز بحكومات ائتلافية قصيرة الأجل وباضطراب اقتصادي وانقلابات من الجيش الذي كبح اردوغان نفوذه الان. * حكم الأقلية تشير النتائج الجزئية إلى أن حزب الشعوب الديمقراطي الذي له جذور قومية كردية نجح في توسيع شعبيته خارج النطاق الكردي ليستقطب عناصر من يسار الوسط والعلمانيين الذين يعارضون إردوغان. وبات من المرجح أن يلعب الحزب دورا مهما في البرلمان. وقال صلاح الدين دمرداش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي في وقت سابق إن الحملة الانتخابية لم تكن نزيهة أو عادلة لاسيما بعد التفجير الذي وقع يوم الجمعة وأسفر عن مقتل شخصين وإصابة 200 على الأقل خلال تجمع انتخابي في مدينة ديار بكر في الجنوب الشرقي. وأظهرت النتائج التي بثتها محطة (سي.إن.إن. تورك) أن حزب الشعب الجمهوري سيكون ثاني أكبر حزب ممثل في البرلمان حيث احتل ربع مقاعده تقريبا. وقال مراد كارايالجين رئيس حزب الشعب الجمهوري في اسطنبول إن النتيجة هي "لا واضحة" للنظام الرئاسي الذي يسعى إليه إردوغان. وحصل حزب الحركة القومية الذي اعتبر لفترة طويلة الشريك المرجح لحزب العدالة والتنمية في حال تشكيل ائتلاف- على ما يقرب من 17 في المئة من الأصوات. وقال المسؤول الكبير في حزب العدالة والتنمية إن قيام تحالف مع حزب الحركة القومية مستبعد وإن الحزب الحاكم يفضل أن يعمل منفردا ويحاول بناء تأييد تمهيدا لانتخابات مبكرة جديدة. وأضاف "إذا قام تحالف بين حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية فلن نتمكن من تحقيق حتى هذا المستوى من الأصوات في الانتخابات المقبلة." وخسرت الليرة التركية نحو 14 في المئة من قيمتها أمام الدولار هذا العام بسبب حالة عدم اليقين من نتيجة الانتخابات مما يجعلها واحدة من أسوأ العملات أداء في الأسواق الناشئة.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه