2015-10-10 

تهديدات بريطانية لموسكو تعيد للأذهان أجواء الحرب الباردة

من القاهرة، حمزة أمين

هددت بريطانيا بنشر صواريخ نووية أميركية في أراضيها، على خلفية تنامي التوتر في العلاقات مع روسيا. وأعلن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند استعداد بلاده لاستضافة صواريخ نووية أميركية مجددا، مشيرًا إلى أنّ لندن عليها أنّ ترسل إشارات واضحة إلى روسيا معناها أننا لن نسمح لها بتجاوز الخط الأحمر الذي حددناه وبحسب روسيا اليوم أعرب هاموند الذي كان يشغل سابقا منصب وزير الدفاع، عن قلق بلاده من تكثيف النشاط العسكري الروسي، بما في ذلك نشر صواريخ جديدة في مقاطعة كالينيغراد المطلة على بحر البلطيق. وأكد الوزير البريطاني أن فكرة نشر صواريخ نووية أميركية في الأراضي البريطانية مازالت تحمل طابعا افتراضيا، باعتبار أن الغرب لا يريد أن يبادر إلى "استفزازات مفرطة" وإطلاق سباق التسلح من جديد على خلفية الأزمة المتواصلة في أوكرانيا. وتعيد تصريحات الوزير البريطاني أجواء الحرب الباردة بين روسيا والغرب بشكل عام، وخاصة مع تكرار رصد القوات البريطانية لقاذفات طراز "الدب" الروسية بالقرب من الحدود الشمالية عند اسكتلندا، اضافة الى رصد مدمرات وغواصات قادرة على حمل صواريخ نووية تمر قبالة السواحل البريطانية. وبدورها أعربت موسكو عن قلقها من مثل هذه الأنباء، وجددت نفيها لجميع الاتهامات الأمريكية في هذا الشأن، وحذر الكرملين من تبعات التهديدات البريطانية مؤكدًا أنها لن تؤدي إلا لتصعيد التوتر. وعلق دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي على تصريحات وزير الخارجية البريطاني بقوله: نعم، تجري مناقشات بشأن هذا الموضوع، ولا شك بأن خطوات تتخذ في مجرى تصعيد التوتر لا تصب في مصلحة أحد. وتابع أن تناول هذا الموضوع بحد ذاته لا يساهم في تعزيز الثقة المتبادلة وتوازن المصالح، مشيرًا إلى أن تصريحات هاموند لا تتضمن تفاصيل معينة، منوها بأن الكرملين سيراقب التطورات حول هذا الموضوع عن كثب. ويشار إلى أنّ قيادة القوات البرية الروسية أعلنت مؤخرا عن خطط لتجهيز لواء الصواريخ المرابط في كالينينغراد بمنظومات "إسكندر-إم" بحلول 2018، مثل ألوية الصواريخ الأخرى في الجيش الروسي. ذكرت وسائل الاعلام الأسبوع الماضي أن واشنطن تدرس خيار نشر صواريخ مجنحة وبالستية في أوروبا أو آسيا ردا على الانتهاكات الروسية المزعومة لاتفاقية الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى وتجدر الإشارة إلى أنّ حدة حدة التوتر في العلاقات البريطانية الروسية تزايدت في الأشهر الأخيرة، لاسيما بعد اندلاع الأزمة في أوكرانيا، وتبني موسكو موقفا مناوئا للغرب وداعما لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، لتعود أجواء الحرب الباردة تنتشر في أوروبا من جديد. ولا يقتصر توتر العلاقات بين لندن وموسكو على تبادل التصريحات القوية، بل ان امتد الأمر إلى منع روسيا لمسؤولين بريطانيين رفيعي المستوى من دخول البلاد، ومن بينهم نائب رئيس الوزراء البريطاني السابق، نك كليج. وبحسب روسيا اليوم تضم القائمة أسماء وزير الخارجية البريطاني الأسبق السير مالكوم ريفكايند، ورئيس أركان الجيش البريطاني الجنرال السير نيكولاس هوتون، والوزير بوزارة الدفاع فيليب دان، والوزير السابق بوزارة الدفاع أندرو روباثان، بجانب نائب رئيس الوزراء السابق نيك كليج. واستمرت التصريحات القوية ضد روسيا أمس، مع مطالبة رئيس الوزراء البريطاني دول الاتحاد الأوروبي بالحفاظ على العقوبات المفروضة على روسيا، رغم أي أضرار قد تنتج عن ذلك، معترفا بأن العقوبات لها تأثير على جميع الدول الأعضاء في الاتحاد. وقال كاميرون في تصريحاته لدى وصوله إلى ألمانيا للمشاركة في قمة الدول السبع في بافاريا جنوب ألمانيا "نحن بحاجة إلى البقاء متحدين"، مشيرا إلى أن بريطانيا "لم تسمح بتفوقها في مجال الخدمات المالية بالوقوف عقبة أمام اتخاذ موقف قوي ضد العدوان الذي تدعمه روسيا في أوكرانيا، وأنا لا أعتقد أن على الدول الأخرى أن تسمح بذلك أيضا". وينتهي العمل بالعقوبات التي يفرضها الاتحاد الاوروبي على موسكو وتستهدف مجالات عدة في الاقتصاد الروسي، منها المصارف والدفاع والنفط، في نهاية يوليو المقبل، مما دفع رئيس الوزراء البريطاني للمطالبة بتجديدها، وسط تأييد كل دول الاتحاد، باستثناء ايطاليا، التي تتحفظ على هذا القرار.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه