2015-10-10 

هل نجح السيسي في عامه الأول؟

أيمـن الـحـمـاد

البحث عن مصر يمكن أن يكون عنواناً لعام قضاه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في سدة الحكم، فهل وجدها؟ على مدى سنوات مضت انزلقت مصر نحو أتون فوضى من نوع خاص قبل أن تأتي ثورتا (30 يونيو)، و(25 يناير)، تلك السنوات الماضية افتقدت فيها مصر كثيرا من بريقها المشرقي، ودورها المحوري في العالم العربي، وفي حين كان "مبارك" يتقدم في عمره ويشيخ كانت مصر على خطى حاكمها الأسبق حتى سقط ولم تسقط، ولولا تدارك المصريين لها لكانت الحرب الأهلية مصيرها. ورث عبدالفتاح السيسي مصرَ ضعيفة، وبالرغم من أن تصدي المشير السابق لهذه المهمة خطراً إلا أن ثقته بشعبه كبيرة، فالرئيس المصري يستند على رصيد شعبي كبير لا يمكن الاستهانة به، وبقدر ما يسهم هذا الرصيد في دعم جهود القيادة المصرية الحالية، إلا أنه خطير جداً إذا لم يكن في مقابله عمل ملموس على الأرض. أدرك الرئيس السيسي أن ملفيْ الاقتصاد والأمن هما المحكّان الحقيقيان لنجاحه كرئيس لمصر، لذا كان ملزماً بإجراء إصلاحات كبيرة على أجهزة الأمن العتيدة في بلاده بما يعزز ويعيد الثقة في الاقتصاد المصري، وهو ما ترجم في مؤتمر شرم الشيخ الذي كشف عن مبالغ كبيرة -بشكل غير متوقع- تم رصدها من قبل شركات أجنبية لمشروعات داخل مصر، ما أسهم في تعزيز رؤية عبدالفتاح السيسي التنموية، وانعكس إيجاباً على صورته في الخارج لا سيما في الولايات المتحدة وأوروبا اللتين كانتا قد وقفتا متحفظتين على طريقة وصول الرئيس السيسي إلى منصب الرئاسة، الأمر الذي دحضته اجتماعات عقدها الأخير مع الرئيس أوباما في نيويورك، وكذلك المستشارة الألمانية انجيلا ميركل مؤخراً بوصفهما من أبرز المتحفظين. في يوم تنصيبه رئيساً قال عبدالفتاح السيسي إن الشعب المصري ضرب مثالاً في الديمقراطية والتحضر والوعي السياسي، ومن شأن هذا الحديث أن يضع قائله أمام استحقاق إقرار الانتخابات البرلمانية المصرية، وهو الحدث السياسي المنتظر في الخريف المقبل -كتوقع-، وإن لم يحدد رسمياً فإن من الضروري على الرئيس السيسي تحصين الساحة السياسية في مصر من التجاذبات والاستقطابات والاختراق كذلك، بإجراء الانتخابات التي كانت جزءاً من خارطة "المرحلة الانتقالية" التي ساهمت إلى حد كبير في تدعيم الموقف السياسي لمصر آنذاك بعد (30 يونيو)، لا سيما لدى بعض الدول الأوروبية ومنها فرنسا، لذا فإن خطوة كالانتخابات ستكون لها إيجابيات، وستعزز من موقع وموقف السيسي كرئيس ملتزم بالديمقراطية داخلياً وأمام المجتمع الدولي. البحث عن مصر وعودتها يستلزم أعواماً من العمل، لكن البدايات تحمل إشارات إيجابية والحفاظ على ما تحقق ضروري، والالتزام بما قُطع من وعود أكثر ضرورة، والمثل الفرعوني يقول: ليست الحكمة أن تعرف الطريق بل أن تمشي فيه.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه