2015-10-10 

مخاوف من تكرار سيناريو تدمر في حلب

بي بي سي

آثار احتدام القتال في شمال سوريا بين القوات الحكومية والمعارضة المخاوف من احتمال سقوط حلب، ثاني أكبر المدن السورية، في أيدي تنظيم داعش لاسيما بعدما نجحت المعارضة في طرد قوات الحكومة من مدينة إدلب المجاورة. واشتد التركيز إلى مصير مدينة حلب، تلك العاصمة التجارية القديمة بالقرب من الحدود مع تركيا، التي كانت ساحة للقتال على مدى السنوات الثلاث الماضية وبحسب بي بي سي تؤكد التقارير بأن مقاتلي داعش يتجهون نحو مدينة حلب، بينما تتهم قوات المعارضة والولايات المتحدة النظام السوري بمساعدة المسلحين من خلال شن هجمات جوية على قوات المعارضة التي تقاتلهم، ولاسيما في بلدة مارع شمال حلب، فضاًا عن تجنب خطوط تنظيم داعش بالتناقض مع مزاعمها بأنها تقاتل التنظيم ويركز التحالف الذي يقاتل تنظيم داعش بقيادة الولايات المتحدة هجماته على التنظيم في العراق، وفي الرقة بشمال سوريا، حيث يوجد مقر التنظيم. وتتهم المعارضة السورية النظام بالسماح للتنظيم بدخول تدمر والانسحاب من المدينة ومعالمها القديمة، وترك أطنان من الأسلحة التي يستخدمها التنظيم المتشدد الآن لاسيما بعدما فشلت قوات الحكومية وقوات التحالف في وقف عبور المئات من مسلحي داعش نحو مدينة تدمر الأثرية، مايو الماضي. وتزداد المخاوف من حدوث سيناريو مماثل في حلب، التي تسيطر القوات الحكومية على الأجزاء الغربية والجنوبية منها، بينما تسيطر المعارضة على الشرق، ويسيطر تنظيم داعش على المنطقة الشرقية، التي تمتد إلى محافظة الرقة، ومعظم أجزاء مدينة دير الزور الغنية بالنفط. و فسر البعض ذلك بأن الأسد يبعث برسالة إلى الغرب مفادها أنه إذا أطيح به، فإن البديل الوحيد سيكون الجماعات الأصولية على غرار تنظيم داعش وتشهد المنطقة الواقعة إلى الغرب من حلب صراعا بين الجيش وقوات المعارضة، بينما تحاصر المعارضة بلدتي نبل والزهراء المواليتين للحكومة وبحسب بي بي سي يتركز الصراع في الوقت الراهن على الشمال، الذي يشكل خط الإمداد للمعارضة في حلب، حيث يحتدم القتال وكثفت القوات الحكومية هجماتها الجوية على قوات المعارضة هناك، في الوقت الذي يتقدم فيه مسلحو داعش. وإذا انتصر المسلحون، فقد يتمكنون من السيطرة على أحد المعابر الحدودية الرئيسية مع تركيا، وهو معبر باب السلام، الذي سيكون بمثابة مصدر آخر من مصادر التمويل بالنسبة إليهم. ويؤكد نشطاء المعارضة أن الحكومة تواصل استخدام البراميل المتفجرة والغارات الجوية، مستهدفة كل جماعات المعارضة الأخرى في سوريا، وأن معظم الضحايا من المدنيين. وتشير التطورات في الشمال، والانسحاب من كل من إدلب وتدمر، إلى أن الرئيس ربما يستعد لسوريا مقسمة يحتفظ فيها بالسيطرة على دمشق وساحل البحر الأبيض المتوسط في الغرب، بينما يترك الشمال للمسلحين المتشددين. وتشعر الحكومة ، في الوقت ذاته، بالحرج من تقدم المعارضة، ولا يمكنها تبرير خسارة إدلب للموالين لها داخليًا ولا لحلفائها، خاصة إيران، التي أرسلت عسكريين وأسلحة للمساعد. وبالتزامن مع اقتراب المعارضة من معقل النظام الساحلي في اللاذقية، يبدو أن طهران غير مستعدة بشكل متزايد للاعتماد على قوات الأسد. وتوضح التقارير بأن قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، زار اللاذقية في الآونة الأخيرة، وقال: "سيفاجأ العالم بما نعد له مع القيادة العسكرية السورية خلال الأيام المقبلة ونقلت بي بي سي عن صحيفة السفير اللبنانية الموالية لسوريا إن ما يقرب من 20 ألف مقاتل من إيران والعراق وصلوا إلى سوريا للقتال من أجل السيطرة على إدلب، ما يدل على أن الحكومة تزداد ضعفًا يوما بعد يوم، وربما يفهم من ذلك أن بعض القرارات الاستراتيجية يتخذ في الخارج

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه