2015-10-10 

توقيع إتفاق ليبي لا ينهي الصراع أبدًا

من ليبيا، رضا عزالدين

لأول مرة جلس أكثر من عشرين مفاوضا من حكومتي طبرق وطرابلس في برلين وجها لوجه بدعوة من وزير الخارجية الألماني شتاينماير لتوقيع اتفاقية الصخيرات فهل توقيع الاتفاقية ينهي الوضع المتأزم في ليبيا؟ اجتمع في مقر وزارة الخارجية الألمانية في برلين الأربعاء أكثر من 20 ممثلا عن طرابلس وطبرق مصحوبين بمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا بيرناردينو ليون ومفوضي الشؤون الليبية للدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن. الجميع صعد في طائرة واحدة لأول مرة، وتوجهوا. الدعوة جاءت عن طريق وزير الخارجية الألماني فرانك- فالتر شتاينماير، الذي طلب من أطراف النزاع في ليبيا التوصل إلى حل وسط يضمن إعادة بناء الدولة الليبية. فأوروبا تشعر بالقلق تجاه تمدد التنظيم على ساحل البحر الأبيض المتوسط.خاصة بعد سيطرة "داعش" على مدينة سرت الساحلية المهمة. الساحل الذي لا تنتشر فيه الفوضى والإرهاب فقط، بل تنطلق منه قوارب المهاجرين إليها. موضوعان يقلقان أوروبا تجاه ليبيا الغارقة في الفوضى: داعش وموجات المهاجرين. في ليبيا حاليا حكومتان وبرلمانان متنازعان: الأولى في طرابلس وتخضع لسيطرة إئتلاف فجر ليبيا الذي يضم عددا من المجموعات المسلحة بينها إسلاميون، والثانية في طبرق بشرق البلاد وتحظى باعتراف المجتمع الدولي. يقول الصحفي عبد الستار حتيتة في محادثة هاتفية مع دويتش فيلا " بعد مرحلة من الضعف والإجهاد بعد أربع سنوات من النزاع بين الأطراف المختلفة في الوقت الراهن، هناك تقدم على الأرض للقوى المتطرفة، وخسارة على الأرض للجيش بسبب الحظر الدولي لشراء السلاح وهناك نقص في الذخيرة على عدة جبهات، خاصة في بنغازي". وأضاف " وتوجد طبقة رجال الأعمال الليبيين الذين كانوا يرعون بعض الأحزاب والجماعات وهم يشعرون بالخطر بسبب توقف الاستثمارات والعمل بالداخل وهناك تهديدات بتجميد أرصدة بعضا منهم لو كشف عن تورطهم بالعمل مع جماعات متطرفة. أريد أن أقول إن كل الأطراف تشعر بالإجهاد والتعب، وبالتالي فإنها ترغب في التوقيع على التفاهمات وورقة الصخيرات التي ترعاها الأمم المتحدة، والكثيرون يدفعون بهذا الاتجاه". ولكن هل التوقيع على الورقة مسألة سهلة وترضي جميع الأطراف خاصة بعدما تفقوا عليها في المغرب؟ يقول الصحفي الليبي البارز ، توقيع الاتفاقية معلقة وستظل لأنها تؤذي قائد الجيش الحالي الفريق خليفة حفتر وسوف تنتقص من سلطات البرلمان المنتخب في طبرق وبالتالي هذان الطرفان الجيش والبرلمان إذا شعرا أن لديهما نفسا وجهدا للمقاومة والمراوغة فسيؤخران التوقيع. وردًا على سؤال لماذا برلين وهذه الأطراف تجتمع أساسا في المغرب؟ يبدو أن بعض الدول تمارس ضغوطا، فالولايات المتحدة تدفع بالدول الأوروبية لمعالجة الشأن الليبي. كما أن هناك شبهة أخرى يشكو منها البعض في أطراف الحوار وهي أن هناك في المغرب من هو منحاز للإخوان المسلمين وهناك حكومة إسلامية. اعتقد أن اختيار ألمانيا هو محاولة للضغط على الأطراف للتوقيع على اتفاق الصخيرات. لو اتفقت الأطراف في برلين، هل سيكون لما يتفقون عليه فرصة للتحقيق في ليبيا؟ نلاحظ أن العديد من الأطراف المشاركة في الحوار هي شخصيات بارزة لكن ليس لديها قوة على الأرض. لا تستطيع أن تعدل الأوضاع على الأرض في ليبيا، يمكن لأطراف النزاع أن يوقعوا على الاتفاق، لكن التطبيق على الأرض بعيد المنال. لأن الفاعلين الرئيسيين لا يشاركون في الحوارات والاجتماعات. سواء كانوا من رجال القبائل أو قادة جيش حفتر. أو حتى جيش آخر لا يتطرق اليه أحد، وهو مجموعة كبيرة من الجنود والضباط الذين تركوا الخدمة بعد سقوط القذافي، وهؤلاء يقدرون بآلاف الجنود بعضهم في ليبيا وبعضهم انتقل إلى تونس أو مصر أو الجزائر. هذه هي الأطراف الفاعلة وهي غائبة.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه