2015-10-10 

مسلمون خارج الحدود: من الحلم إلى اللحد بلا عزاء

مها الجبر

في كل يوم تطالعنا الانباء بمقتل طالب أو طالبة سافروا تحذوهم الامال والطموحات بمستقبل أفضل ،وجاءت مجزره تشابل هل والتي راح ضحيتها يُسر 21 عاما وزوجها ضياء 23 عاما وشقيقتها رزان 19 عاما حيث كانوا يدرسون طب الاسنان في تلك المدينة الامريكية في ولاية كارولينا الشمالية ، لتنتهي أحلامهم بنهاية حياتهم على يد سفاح أمريكي هو كرايغ ستيفن هيكس (46 عاماً) . لتضع الخطوط العريضة للاعلام العالمي في كيفية التعامل مع قضايا الارهاب، ومن أي منطلق . لقد قوبلت قضيتهم بتعتيم اعلامي عالمي وكانت ستطوى كغيرها من القضايا التي راح ضحيتها الكثير من الشباب المسلمين ممن يعيشون على أراض امريكية وأوروبية كل جريمتهم أنهم جاءوا للعلم وفي العلم ويحملون بين جوانحهم قلوبا تلهج بوحدانية الخالق لولا أن تبناها بعض المغردين الغاضبين وأشعلوا جذوتها من خلال هاشتاق #تشابل_هل أين هي أمريكا الان التي تتشدق بحقوق الانسان والتي جعلتها ذريعة لها لتتقافز هنا وهناك تعبث بأمن واستقرار تلك البلاد ، بل وجعلتها سببا لتتدخل في الشؤون الداخلية لبعضها . ستطوى هذه المجزره كغيرها من المجازر التي حدثت ولا زالت تحدث تحت سمع وبصر العالم وبمباركة أمريكية. لقد اتفق الاعلام العالمي على الصمت المقيت وعلى دفن الرؤوس في الرمال غير آبهين لانكشاف سوءاتهم ، فطالما هم لا يرون ، لا يهمهم ما يحدث . الخذلان الذي تقابل بها قضايا المسلمين المغتربين عن بلادهم هو خذلان جماعي،كان قديما الاسلام راية لا تمس والان بات راية تداس ، ولذلك بات من يحملونه كما يراهم العالم على هامش الحياة، بلا حقوق وبلا واجبات. وللأسف أن هذا الخذلان أيضا هو خذلان عربي اسلامي، فالصحافة العربية هالاسلامية تناولت الخبر على استحياء وخوف من ردات الفعل العالمية، وكأنها تخشى أن تنعتها الامركة بالارهاب ،وكأنها لا تعلم أن ما تفعله هو الارهاب بعينه، فالسسكوت عن تناول مثل هذه القضايا يعد ارهابا وعلى كل المستويات. هل ستغير مجزرة تشابل هل من ذلك شيئا ؟ سؤال ستجيب عليه الايام القادمة، مع كون الجواب واضح حيث ستحول القضية إلى قضية عامة وليست إلى قضية كراهية وعنصرية كما هي في الحقيقة. ترى لو كان ضحايا المجزرة ثلاث طلاب امريكان أو أوروبيين وكان القاتل عربي مسلم هل سيتغير الرأي العالمي ؟ وهل كان سيتناول الامر اعلاميا بشكل آخر ؟ والتساؤل الاخير الذي نضعه بين يدي القارئ الواعي ولن أقول المثقف لأن غالبية المثقفين يتبعون غزالتهم أينما تسرح يسرحون خلفها ، هل بات الاعلام العربي والاسلامي بوقا للسياسة ؟

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه