2015-10-10 

ثورة إلكترونية تكشف فضائح المستشفيات في مصر

من القاهرة، حسين وهبه

آثارت دهشة رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب من تدهور أوضاع المستشفيات في إحد المنشآت الصحية الحكومية، سخرية المصريين ودشنوا صفحة على الفيس بوك ليخبروه أنّ ما شاهده وصدمه أقل بكثير من الواقع. واعتاد المصريون على أنّ أعمال الرصف والتزيين والتنظيف ووضع الزهور مرتبطة عادة بزيارة مسؤول كبير، والذي يجب أن يرى الطريق الذي يمر عليه أو المنشأة التي يزورها في أبهى حلة، إلا أنّ تردي الأوضاع في المنشآت العامة، يشكل تحديا أمام الراغبين في تنفيذ فكرة "وضع التراب تحت السجادة" بدلا من إزالته، وأن حجم التشوهات في العديد من المنشآت الحكومية المصرية صار أكبر من أي إجراء تجميلي سطحي. رئيس الوزراء المصري واجه خلال زيارته المفاجئة لمعهد القلب ومعهد تيودور بلهارس هذا الواقع دون تزيين، مما آثار غضبه ومفاجأته من أشكال الفوضى المتعددة التي رآها داخل المستشفى الحكومي. الدهشة التي ظهرت على وجه رئيس الوزراء، لم تقنع المصريين الذين اعتاد منذ سنوات على صور الإهمال المختلفة في المستشفيات الحكومية المصرية، وبدأت تعليقات المواطنين على مواقع التواصل تسخر من رد فعل محلب وكأنه جاء من السويد ولا يعرف أحوال مستشفيات مصر. وانتهى الأمر بتدشين صفحة "عشان لو جه ميتفاجئش" التي تهدف لأن تظهر لرئيس الوزراء أن الواقع أسوأ بكثير مما رآه، حيث تنشر الصفحة صور يلتقطها المواطنون توضح أوجه الخلل في المستشفيات الحكومية. ويؤكد الدكتور صفوت العالِم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة أنّ الحملة التي انتشرت بسرعة شديدة لها دلالات عديدة ، فالمواطن يرغب من خلالها أن يقول لرئيس الوزراء: لا تغضب كثيرًا فالواقع أسوأ بكثير مما رأيت، وذلك عبر تقديم صور صادمة أكثر عن الواقع اليومي ويوضّح العالِم لـدويتشه فليه أنّ المواطن يدرك أن مثل هذه الزيارات الميدانية لا قيمة لها، في ضوء غياب السياسات الصحية السلمية، وأراد أن يعرب عن عدم اقتناعه بالانفعال الذي رآه على وجه رئيس الوزراء. وحاول الأطباء الذين شعروا أنّ توجيه اللوم لهم على أحوال المستشفيات بعد هذه الزيارة، مسألة غير عادلة ، التأكيد على أن الحالة المزرية في المستشفيات الحكومية لا ترهق المريض وحده بل الطبيب أيضًا فتح القائمون على الصفحة الباب أمام الجميع للمشاركة بصور تعكس حالات الإهمال المختلفة في المستشفيات من مختلف محافظات مصر، وفي غضون ثلاثة أيام فقط حققت الصفحة نحو أربعة ملايين مشاركة، واكتظت بصور تُظهر أسرّة متهالكة ومراحيض في أسوأ حالاتها وحيوانات تحت أسرة المرضى وجدران غير نظيفة في سكن الأطباء وتلال من القمامة أمام أبواب المستشفيات والوحدات الصحية في القرى الصغيرة . وبحسب دويتشه فليه خرج بعض الأساتذة والأطباء العاملين بمعهد القلب، بأرقام وبيانات توضح سوء الظروف التي يعملون في ظلها ، إذ أوضحوا أنّ ميزانية المعهد لا تزيد عن ثلث ما يُصرف على المرضى وأن الباقي يأتي من التبرعات، التي يمكن أن تتوقف بسبب الانطباع الذي تولد من خلال الزيارة، بأنّ الأطباء هم من يتحملون مسؤولية الصور السيئة التي "أدهشت" رئيس الوزراء. ويجري المعهد نحو ثلاثة آلاف عملية قلب مفتوح سنويا، وفقا لبيانات المعهد . فجرت هذه الواقعة بركان غضب يجتاح العاملين في القطاع الصحي المصري منذ سنوات وظهر خلال السنوات الأخيرة من خلال إضرابات وشكاوى من الرواتب الهزيلة للأطباء وضعف الإمكانات في المستشفيات الحكومية. .

التعليقات
shimaa
2015-09-05

لسه في حالة وفاة دلوقتي بسبب إهمال المستشفى مش إهمال وبس ده كمان تجاره حالة المريض كان لازم يدخل الرعاية المركزة وعشان مش معاهم فلوس المريض مات ارتاح من ارف ال في البلد جنود بتموت من الإرهاب وشعب بيموت من الجوع والمرض والظلم

أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه