2015-10-10 

هولاند يحيي من الجزائر المعركة المشتركة ضد الخطر الجهادي

من الجزائر، عامر واعلي

الفرنسية - اشاد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاثنين في الجزائر ب"المعركة المشتركة" بين البلدين بمواجهة تهديد الجماعات الجهادية، وذلك بعد ساعات على اعلان الحكومة الليبية مقتل الجهادي الجزائري مختار بلمختار في غارة اميركية في شرق البلاد. وشكلت ملفات مكافحة الارهاب وازمتي ليبيا ومالي محور المباحثات التي اجراها هولاند على مدار اكثر من ساعة مع نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. وقال هولاند اثر اللقاء "لقد تطرقنا الى كل المسائل الدولية" ومن بينها "الساحل، ومكافحة الارهاب مع ما حصل لتوه في تشاد (حي وقع هجومان انتحاريان داميان)، ومالي وليبيا". وكان الرئيس الفرنسي شدد لدى وصوله الى مطار هواري بومدين عصرا على "الحرب المشتركة" بين البلدين "ضد هذا العدو المرعب والشرس الذي وجهنا له ضربات وآخرها قبل ساعات"، في اشارة الى الغارة الاميركية التي استهدفت القيادي الجهادي الجزائري مختار بلمختار مدبر عملية الهجوم على مصنع الغاز في ان اميناس في 2013. ولاحقا قال هولاند خلال مؤتمر صحافي ردا على سؤال عما اذا كان بلمختار قتل في الغارة الاميركية، "لا يمكنني تأكيد (مقتله) لكننا كنا نعلم من اجهزتنا الخاصة ان بلمختار كان في ليبيا"، مضيفا ان "هناك احتمالا كبيرا جدا ان يكون بلمختار قتل" وذلك استنادا الى "طيف من المعلومات" المتطابقة. وكانت الحكومة الليبية المعترف بها دوليا اعلنت مساء الاحد مقتل زعيم جماعة "المرابطون" الجهادية في غارة نفذتها طائرات اميركية في شرق ليبيا ليل السبت، بينما اكتفت واشنطن بتأكيد استهدافها بلمختار في غارة جوية، مشيرة الى انها لا تزال تتحقق من مقتله. كما عبر هولاند، الذي وجد في استقباله رئيس مجلس الامة عبد القادر بن صالح ورئيس الوزراء عبد المالك سلال، عن "امتنانه" للحكومة الجزائرية "التي تمكنت من الوصول الى قتلة هيرفيه غورديل وعثرت على جثته". وكان السائح الفرنسي هيرفيه غورديل خطف وقتل في ايلول/سبتمبر على يد تنظيم جند الخلافة في الجزائر وهي مجموعة موالية لتنطيم الدولة الاسلامية. وفي الطريق بين المطار ومكان اقامته توقف هولاند لوضع اكليل من الزهور في مقام الشهيد المخلد لضحايا حرب التحرير الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي (1954-1962). وذكر هولاند انه من بين الالتزامات التي تعهد بها مع نظيره الجزائري الذي شارك في حرب التحرير "عدم اغفال اي شيء من التاريخ وفي نفس الوقت التوجه نحو المستقبل". وما زالت الصحف الجزائرية وبعض الاحزاب تطالب فرنسا ب "الاعتذار عن جرائم الاستعمار" لكن هذا المطلب لا يتم التعبير عنه بشكل رسمي. واكد هولاند الذي يعرف الجزائر منذ كان ديبلوماسيا متدربا فيها، ان "علاقته مع الرئيس بوتفليقة مبنية على الثقة الكاملة". وبعد التحية التي وجهها للدور الجزائري في "احلال السلم في مالي" اشار الى ان "نصائح ورؤية بوتفليقة للعالم ثمينة بالنظر لما نعيشه، اي الامن في منطقة الساحل وليبيا". واثر لقائه بوتفليقة الذي استقبله في مقره في زرالدة (غرب العاصمة) قال هولاند "من المهم جدا ان تتيح هذه العلاقة الشخصية" مع الرئيس بوتفليقة "تعزيز العلاقات (بين البلدين) في المجال الاقتصادي والثقافي والانساني (..) وتقديم نفس المقترحات لانهاء ازمات واحلال السلام":. كما أشاد الرئيس الفرنسي بـ"الذهن المتقد" الذي يتمتع به نظيره الجزائري الذي اصيب بجلطة دماغية في 2013. وقال هولاند ان "الرئيس بوتفليقة اعطاني انطباعا بان لديه تمكنا ذهنيا عاليا، حتى انه من النادر ان تلتقي رئيس دوله لديه هذا الذهن المتقد، هذه القدرة على الحكم". واضاف "انا لست طبيبا (...) ولكن بوسعي ان اقول لكم ان مستوى النقاش الذي دار بيننا على مدى نحو ساعتين كان كثيفا جدا وعاليا جدا"، مؤكدا انه "على الصعيد الجسدي، اؤكد انه (بوتفليقة) غير قادر على التنقل بسهولة" ولكن "لديه كل القدرات وقد برهن عن ذلك بتسخيره حكمته وحكمه السليم في سبيل تسوية الازمات في العالم". ولعبت الجزائر دورا ناشطا في الملف المالي باستضافتها المحادثات التي ادت الى توقيع اتفاقات السلام والمصالحة في مالي في 15 ايار/مايو. وفي 5 حزيران/يونيو تعهدت تنسيقية حركات ازواد التي يشكل الطوارق العنصر الاقوى فيها، من العاصمة الجزائرية توقيع الاتفاق بدورها في 20 من الشهر. اما بالنسبة الى ليبيا التي تعمها الفوضى ويحقق فيها تنظيم الدولة الاسلامية تقدما، تقول باريس ان الجزائريين "يتمتعون ببراغماتية ويركزون على قضايا الاستقرار والامن". وقال سلال في مقابلة اجرتها معه صحيفة لو باريزيان ان "ليبيا بلد صديق يستحق ما هو افضل بكثير من مجرد حملة عسكرية". وبخصوص العلاقات الثنائية صرح هولاند انه عاد الى الجزائر "لاننا حققنا الكثير خلال الاشهر الاخيرة انا والرئيس بوتفليقة من اجل تقريب بلدينا واحترام الالتزامات التي تعهدنا بها". وقال "لدينا علاقات مميزة، علاقات صداقة لها متطلباتها لكنها حقيقية واخوية". وبالنسبة له فان "فرنسا هي الشريك الاقتصادي الاول للجزائر وتنوي الحفاظ على هذا الموقع وحتى تطويره" من خلال "تواجد شركات مهمة مثل رينو وسانوفي والستوم وقريبا بيجو". وتقوم حوالى سبعة الاف شركة فرنسية بتصدير سلع الى الجزائر وثمة 450 منها متمركزة في هذا البلد وبينها بعض المجموعات الكبرى مثل الستوم ولافارج ودانون ورينو وسويز، وكذلك شركات متوسطة وصغيرة. ويستعين عدد متزايد من هذه الشركات بمجموعة كبيرة من حاملي الجنسيتين الجزائرية والفرنسية في سعيها لتوسيع نشاطاتها في السوق الجزائرية. واكد سفير فرنسا في الجزائر برنار ايمييه في شباط/فبراير ان حوالى "سبعة ملايين" فرنسي "لديهم رابط مباشر مع الجزائر".

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه