2015-10-10 

هل ينجح داعش في تفجير الأوضاع بغزة؟

من غزة، شوقي الفرا

ما لبثت أنّ هدئت الأوضاع بين حركة حماس الفلسطينية وجيش الاحتلال الاسرائيلي حتى ظهر تنظيم داعش في غزة، مسببًا تهديدًا كبيرًا للحركة لاسيما بعد تحذيرات بمواصلة إطلاق الصواريخ على إسرائيل واستهداف عناصر حماس الأمنية. تتخوف حماس اطلاق التنظيم صواريخ تجاه إسرائيل، فيستخدم ذلك ذريعة لشن حرب جديدة على غزة، بدعوى محاربة داعش والإرهاب. وبينما يطلق عليهم البعض تنظيم داعش ،ترفض داخلية حماس انّ تطلق عليهم ذلك الاسم وتعتبرهم جماعات دينية تأثرت بأفكار التنظيم المتشدد مؤكدة أنّه "لا وجود لداعش في غزة". يرى المحلل السياسي طلال عوكل في حديثة لدويتشه فليه أنّ البيئة في قطاع غزة ترجح ولادة جماعات متطرفة وتشجع على ذلك بقوة، مؤكدًا أن الجزء الأكبر من عناصر تلك الجماعات منشق عن حركة حماس من كتائب القسام ولديه مواقف متشددة. ويتفق مع عوكل المختص في الشأن السياسي الدكتور عدنان أبو عامر حيث ينفي وجود مايسمى تنظيم الدولة أو داعش في غزة، مشيرًا إلى أنّهم مجموعة من حالات متناثرة ومتباعدة، ذات ولاءات أيدلوجية للفكر الجهادي دون وجود تنظيم هرمي أو عنقودي لها. وقال أبو عامر، وبالنظر إلى حماس كتنظيم كبير، فمن الطبيعي أنّ يخرج متشددون من عباءتها. ويرجح أستاذ العلوم السياسية والإعلام في جامعة فلسطين الدكتورعمير الفرا أن مناصري ومؤيدي فكر داعش وصل عن طريق وسائل الإعلام دون وجوده على أرض الواقع، لكنه يجد تعاطفا لدي بعض الشباب خاصة لدى العاطلين عن العمل والفقراء، منوهًا أن غزة ليست محصنة ضد داعش. في هذا السياق يرى إياد البزم الناطق باسم وزارة الداخلية في غزة لـ دويتشه فليه عناصر هذه المجموعات أفراد متأثرين بنشاط داعش في دول الجوار، مؤكدًا قطاع غزة لايوجد فيه تنظيم داعش على الاطلاق. ويضيف البزم رصدنا عشرات مواقع الانترنت وصفحات التواصل الاجتماعي تديرها المخابرات الإسرائيلية ورام الله لتهويل الوضع وترويجه واستغلال أفكار داعش للنيل من الأمن في غزة. وفي سياق متصل كثرت الملاحقات والمواجهات بين حماس و تيارات وصفت بالسلفية الجهادية، وانتشرت الحواجز الأمنية بكثافة داخل مدن قطاع غزة، بالتزامن مع بيانات وزعت على وسائل الإعلام لتنظيم اطلق على نفسه إسم جماعة أنصار بيت المقدس "داعش ولاية غزة" هدد بإطلاق الصواريخ على إسرائيل، وتوعد حماس باستمرار المواجهة. المتحدث باسم الداخلية يعزوا سبب هذا الانتشار لحماية الوفاق والأمن الفلسطينيين، قائلا: لن نسمح بزعزعة الأمن، والصواريخ الثلاثة التي أطلقت على إسرائيل كانت مسروقة البعض يحاول جر قطاع غزة إلى مرحلة جديدة من العدوان الإسرائيلي وهي محاولات عابثة، متهمًا نتنياهو بمحاولة وصف المقاومة ب"داعش" ليستجلب العداء لقطاع غزة. يؤكد المحلل السياسي طلال عوكللا يستطيع احد أن يضمن لجم تلك الجماعات المتشددة التي تسبب صداعا مزمنا لحماس، لافتًا إلى عدم وجود ضمانة لضبط الوضع في غزة لفترة زمنية أطول في ظل الفقر والحصار والانقسام الداخلي وتعطل إعادة الاعمار التي تنتج التطرف ويرى الخبير السياسي عدنان أبو عامر أن حماس لن تسمح لمثل تلك التنظيمات بالعبث بالأمن، وأنها تضع خطا احمرا للتعامل مع تلك التنظيمات السياسية والفكرية. يعتقد الأستاذ د. عمير الفرا أن حماس أمام إشكالية مؤيدي داعش فهي من جانب تخشى التعامل معهم لعدم نبش عش الدبابير في وجهها، ومن جهة أخرى هناك روايات التعامل العنيف والاعدمات غير المبررة مع تنظيمات متشددة دينية سابقة.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه