2015-10-10 

نساء داعش يبحثن عن الرومانسية

دويتش فيله

في يناير 2015 أصدرت كتائب الخنساء التابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" والمؤلفة من سيدات تقومن بدور الشرطة الأخلاقية للنساء في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، بيانا باللغة العربية بعنوان "نساء الدولة الإسلامية". ذلك البيان الذي تناوله موقع دويتش فيله الألماني بالمقارنة بكتاب سلفي تُرجم ونُشر في ألمانيا عام 2010 بعنوان "نساء تحت حماية الإسلام" قبل أن يتم منعه لدعوته للعنف. ويقول الموقع في تقرير نشره اليوم أن هناك توافق في الأيدولجيا بين الأثنين في التأكيد على عدم المساواة بين المرأة والرجل وتبعات ذلك على الدولة والمجتمع. فعرض من كتاب "النساء تحت حماية الإسلام" أن "الحكمة الإلهية منحت للنساء عواطف رهيفة ومشاعر خفيفة وشعورا بالحب والرعاية. إن ذلك يجعل المرأة أهلة لتبني مهماتها الطبيعية مثل ولادة الأطفال وإرضاعهم وتوفير ما يحتاج إليه الأطفال الصغار...". ويعتمد كلا الكتابين في ذلك على نصوص قرآنية، بحسب ما يشير إليه التقرير، لكن ما يثير الأنتباه هو أن كلا الكتابين يتناسى وجود إضفاء الشرعية على العنف أو تقليص حقوق النساء في المحاكم في قضايا الإرث والحضانة أو في تعدد الزوجات. ثم إن كلا الكتابين يتحدثان بسلبية عن حرية المرأة الغربية التي تسلب الرجل رجولته وتحمل المرأة مهمات في الحياة لا تستطيع تحملها. ويجرم كلا النصين خروج المرأة للعمل ومن لم يحترم ذلك فقط يحدث له ما حدث لطبيبة الأسنان رؤى دياب التي وجهت إليها تهمة القيام بعلاج الرجال، وهو ما يعتبر جريمة كبيرة في "الدولة الإسلامية"، حيث ألقي القبض عليها في شهر أغسطس 2014 وتم إعدامها. وبرغم مظاهر العنف التي تحيط صورة التنظيم المتطرف، يعتقد العديد من الباحثين أن ما يدفع بنساء صغيرات للتوجه إلى سوريا هو الأمل والبحث عن مشاعر الحب والعواطف والرومانسية. ويستشهد التقرير بإحدى القصص المتداولة عن إحدى تلك النساء كتبت على فيسبوك أنها وجدت في "بلد الجهاد" حبيبها " المجاهد". وكم هي كثيرة تلك الصور ونصوص القصص الغرامية المغرية، والتي تسعى إلى التأكيد على أن الجهاديات في سوريا حصلن على أزواج كما أراد الله لهن ذلك، منذ أن خلق السماوات والأرض. وبرغم المستوى المعرفي للنساء الأجنبيات في تنظيم "الدولة الإسلامية" عاليا جدا. لا يقل مستوى تطرفهن وقسوتهن عن موقف أزواجهن أيضا. فهن يرحبن بإعدام الرهائن وبصلبهم ويدعون إلى القيام بهجمات على البلدان الغربية. إحدى الطالبات البريطانيات التي كانت تدرس الطب سابقا وتطلق على نفسها اسم "مجاهدة بنت أسامة" ظهرت في إحدى الصور كممرضة وفي يدها اليسرى رأس شخص مقطوع. ويضيف الخبراء أن استقطاب نساء تنظيم الدولة الإسلامية يتم أيضا من خلفية بحثهن عن تصورات رومانسية وبهدف عيش تجربة حب فريدة من نوعها، ولكن في نفس الوقت يعتبرن أنفسهن جزءا من مسار تاريخ عظيم وأنهن سيغيرن العالم بالكامل. ويختتم التقرير بسؤال ما الحال إذا ما حقق التنظيم بإقامة دولته، وعودة المرأة إلى دورها التقليدي التي تشير إليه تلك النصوص في المنزل!

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه