2015-10-10 

هذا هو الطريق نحو هزيمة داعش السعودية

ناصر بن محمد العمري

كان منظر لافتًا في الاسبوع قبل المنصرم عندما ذهبت لأداء صلاة الجمعة مع ابنائي فوجدنا المسجد محاطًا بالدوريات الأمنية والتواجد الأمني مكثف وملحوظ عن ذي قبل لكنه حدث مبرر ومنطقي كون الأحداث الأخيرة فرضت نفسها، وأظن أن المشهد تكرر على امتداد رقعة الوطن، وفي المقابل تم الاعلان عن مراجعة اجراءات أمن المساجد في حينه، وصدرت بعض التنظيمات التي تتعاطى مع الواقعة بما تقتضيه الموقف، ثم سارت الأمور نحو الهدوء و مرت جمعتان بعد جمعة القديح والعنود بالدمام دون أحداث ولله الحمد وهذا متوقع فنحن لسنا في حالة حرب استهداف للمساجد، لكننا في المقابل ندرك مايجري ونعي أننا نتعامل مع خصم غادر لايعرف في الله فينا عهدًا ولا ذمة وقد دأب على امتهان الهمجية كنهج والغوغائية كطريق يسلكه نحو بلوغ مراميه نعرفه كعدو لايعترف بحرمة النفس ولا قدسية زمان ولا يؤمن بحرمة مكان هذا التنظيم المجرم الذي لايتورع عن إرتكاب أي جرم مهما كانت درجة بشاعته، ومهما كانت خسته وهمجيته يجعلنا نتوقع منه كل شيء، ويجعل من الحذر واجبا مقدسا . ويضعنا إزاء مهمة عظيمة حيث تتطلب المرحلة المقبلة اليقظة التامة والاستعداد المطلق والمتابعة المستمرة لكل التحركات، وتتطلب منا هذه المرحلة قدرًا إستثنائيًا من الرصد والمتابعة لكل ماحولنا، فالغدر شيمة هؤلاء القتلة والدسائس سجيتهم. مع دخول شهر رمضان يتحول المسلمون نحو ربهم مستغلين شهر الخير ليؤدون صلواتهم وطقوسهم الدينية وتعج مساجدنا بحمد الله كل ليلة بالمصلين الذين يؤدون صلاة التراويح وفي العشر الاخير ستكون المساجد قبلة للمسلمين وهم يؤدون صلاة التهجد مما يعني أنهم سيكونون معظم الليل في المساجد وهذا معناه أن الجمعة تتكرر مع دخول رمضان المبارك كل ليلة وهذا مايجب أن نتنبه له وأن يكون محل عناية. لست هنا بهذا القول أعزز المخاوف وأشيع الهلع بقدر ماهي رسالة تذكير مهمة بأننا على إدراك تام ووعي ومعرفة بحقيقة مايجري، ومن خلالها نعلن أن المؤمن كيس فطن وأنه لايمكن أن يلدغ من ذات الجحر مرتين، فقد علمتنا الأحداث أن هؤلاء المجرمين لاخلاق لهم وسبق لهم استهداف قائد معركة الوطن ضد الإرهاب ولي العهد الأمير محمد بن نايف في إحدى ليالي الشهر الكريم ورد الله كيدهم وأنجاه من غدرهم البغيض وحقدهم الدفين وهذا مايجعلنا ندرك يقينا أن هذا التنظيم لن تكون حرمة هذا الشهر كافية لردعة فشيطانيهم وعقولهم المريضة وتكوينهم الرديء تدفعهم نحو مهاوي الردى ومزيد من الخسران، والجرائم عند هؤلاء أشبه بنزهة ومتنفس والعياذ بالله الجميع هنا بات يتوقع أن التنظيم الأسود لن يكتفي بهجمتين أو ثلاث ضدنا ،متى وجد الفرصة، و في المقابل لن ينطلي علينا هدوئه المصطنع وإن طال أمده هذا الوعي المجتمعي بحقيقة التنظيم ومراميه وأهدافه وتحركاته ومايفكر به جزء مهم من هزيمته حيث لم تعد تنطلي علينا شعاراتهم الزائفة ولا مؤامراتهم الخبيث وافتضاح أمرهم أمامنا يجعل من المهمة أسهل بدون شك . نحن نعلم اليوم أكثر من أي وقت مضى أننا نخوض مع هذا العدو حربًا ممتدة وأن المواجهة على المكشوف والسعوديون اليوم وطنوا أنفسهم على أن مواجهة مواجهة قوى الظلام قد بدأت قبل ظهور داعش، وأنها مواجهة بقاء ووجود ممتدة ومفتوحة. ونحن اليوم نعلم أكثر من أي وقت مضى أننا نتعامل مع وباء أشد خطرًا من أوبئة حمى الوادي المتصدع وانفلونزا الطيور وكورونا ، وكل أمراض الكون مجتمعة أقل خطرًا منه . وهذا الوعي مطمئن وباعث على التفاعل وهو جسر ممتد نحو شاطيء الأمان وهو كفيل -بعد نصر الله- بأن يذهب بنا نحو بحر من الطمأنينة بحول الله وقوته.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه