2015-10-10 

في تونس... شاهدنا القاتل يطلق النار على السياح مبتسمًا

من مرفأ القنطاوي (تونس)، كوثر العربي

الفرنسية - شاب مسلح برشاش كلاشنيكوف يتجول "في اطمئنان كامل" على شاطئ البحر في منطقة سياحية، ومدني ينتزع سلاحًا من شرطي لقتل الارهابي، شهود عيان على مجزرة حصلت في منتجع سياحي تونسي كرروا الكلام نفسه "كانت هناك ثغرات". يقطن أمير بن حاج حسين (22 عاما) قرب شاطئ فندق "امبريال مرحبا" في مرفأ القنطاوي السياحي بولاية سوسة على الساحل الشرقي التونسي. والجمعة عندما شرع طالب تونسي من مواليد 1992 باطلاق النار على سياح كانوا على الشاطئ، ثم على آخرين داخل الفندق، سارع أمير بالانتقال إلى المكان. وقال الشاب الذي لا يزال مصدومًا لرؤية جثث سياح قتلى ملقاة على الشاطئ، لفرانس برس "منذ شروع المسلح باطلاق النار وحتى مقتله على يد الشرطة استغرق الأمر ما بين 40 و45 دقيقة. وقتَل منفذ الهجوم ويدعى سيف الدين الرزقي 38 شخصًا أغلبهم من السياح الأجانب وأصاب 39 آخرين حسب آخر حصيلة رسمية. وقتلت الشرطة الرزقي في محيط الفندق عندما كان يحاول الهرب. وتسلل الرزقي إلى الشاطئ بعدما تظاهر بأنه مصطاف، وعند وصوله إلى المكان أخرج الكلاشنيكوف الذي كان يخفيه في مظلة وشرع باطلاق النار على السياح. و أفاد مالك (19 عامًا) لفرنس برس أنه شاهد ما حصل منذ البداية، قائلا: كنت على الشاطئ، رأيت منفذ الهجوم يضع مظلة على الرمل ثم يجلس القرفصاء في نفس وضعية شخص يحفر في الرمل لتثبيت مظلته، لكنه أخذ فجأة كلاشنيكوف وشرع في اطلاق النار. وأضاف "كل الناس وقفوا لرؤية ما يحدث، ثم شاهدناه يطلق النار على السياح وهو يبتسم ابتسامة عريضة، لذنا بالفرار جريًا للاختباء بينما كان هو يتجه إلى فندق امبريال. وقال سيف (21 عامًا) : كان الرجل مرتاحًا جدًا، وعندما وجدنا أنفسنا قريبين منه لم يطلق علينا النار، قال لنا ابتعدوا، أنا لم آت من أجلكم أنتم. شهود عديدون قالوا الشيء نفسه: المسلح استهدف حصريًا السياح، لكن سبعة تونسيين أصيبوا في الهجوم وفق وزارة الصحة. اتجه المسلح إلى داخل الفندق بعدما أطلق النار على سياح كانوا يتشمسون على الشاطئ. وقال أمير رأيته يدخل في هدوء إلى الفندق، وتقريبًا في هذا الوقت جاء زورق من البحر يقل عنصري أمن أحدهما مسلح، في البداية لم يريدا النزول لأن عدد المهاجمين كان غير معروف، لكنهما نزلا بعدما هدأ اطلاق النار داخل الفندق. وتابع أمير طلبنا من عنصر الأمن المسلح أن يدخل إلى الفندق، قمنا بدفعه ليدخل لكنه كان خائفًا ولم يطلق النار، عندها أخذ منه منشّط (سياحي بفندق) سلاحه وحاول اطلاق النار من بعيد على الإرهابي، لكن السلاح لم يعمل. وأكد سيف أنه شهد الواقعة نفسها، أخذ المنشّط (السياحي) سلاح الشرطي واتجه نحو الفندق لقتل الارهابي، قال للشرطي اعطني سلاحك، اتركني اقتله وأخذ منه سلاحه واتجه إلى الفندق. رواية حسن، مسؤول المناطيد في فندق المرادي على نفس الشاطئ، الذي كان في المكان مع عملاء وقت الهجوم، مختلفة قليلا. قال حسن أنه رأى عنصر الأمن يتراجع ويصطدم بمظلة شمسية ويسقط أرضًا ومواطن يأخذ سلاحه لمحاولة إطلاق النار على الارهابي . بعد دقائق شاهد أمير المسلح يعود إلى الشاطئ ويمر من أمام ثلاثة فنادق دون أن يضايقه أحد. وتداولت إذاعات محلية ،الأحد، على مواقعها الالكترونية مقطع فيديو قالت إنه يوثق لحظة محاولة سيف الدين الرزقي الهروب بعد ارتكابة المجزرة. وظهر في المقطع شاب يمسك سلاحًا ويجري على حافة البحر قبالة فنادق وأناس يصرخون أمسكوه اقتلوه. وقال أمير : لقد صدمت لعدم رؤية الشرطة رغم أن المنطقة محاطة بمراكز الشرطة وعادة ما تكون هناك دوريات منتظمة. وتابع "بالطبع كان هناك مشكلة لأن الشرطة لم يأتي في الوقت المناسب. ورفض الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي التعليق على هذه الروايات بحجة أن التحقيقات في الهجوم جارية، وقال إن التعزيزات الأمنية وصلت خلال سبع أو ثماني دقائق منذ بدء الهجوم. وأعلنت السلطات أن سيف الدين الرزقي ينحدر من قعفور من ولاية سليانة (شمال غرب) وأنه طالب ماجستير في جامعة القيروان وغير معروف لدى أجهزة الأمن.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه