2015-10-10 

الحرب الخليجية الجديدة... حرب السوشال ميديا!

من الرياض، ناصر محمد العمري

جاء إعلان الداخلية السعودية حول مفجر مسجد الصوابر بالكويت، فهد سليمان القباع، صادمًا للأوساط المحلية والمتابعين والمهتمين لاسيما عندما تبين للرأي العام أن الهالك سعوديًا وأنه لم تسجل له أي سفرات سابقة. كما أوضحت الداخلية أنه لم يسبق لها أن تعاملت معه في أي نشاطات إرهابية سابقة. الصدمة جاءت لأسباب متعددة فأن يكون الإرهابي أحد أبناءنا لهو أمر مؤلم حقًا، ولهذا الأمر تبعاته العديدة - دون شك - حيث تضعنا هذه الأعمال المتوحشة الخبيثة مجددًا في عين العاصفة وتثير الكثير من اللغط حول كل ماله علاقة بالسعودية "خطابنا الديني ، منابرنا. مناهجنا. علماء الدين . الفتاوي بل وحتى أخلاقياتنا وسلوكياتنا ومانؤمن به ومانتمثله من قيم " . ويؤلمنا أن يتسبب أحد أبناءنا الضالين في جرح عميق لشعب صديق وجار عزيز، وأن يتسبب لأهله الطيبين في كل هذا الألم وماقد يحدث له من تبعات بعمل خسيس وجبان لايمت للخلق الفاضل بأدنى صلة . وفوق كل هذا فإن صدمتنا تعاظمت عندما اكتشفنا أن هذا الغادر لم يسبق أن غادر البلاد من قبل، ولم يرصد له أي نشاط مريب، وهذا يكشف لنا أمور في غاية الخطورة أولها، أن شبابنا هش فكريًا ويسهل اختراقة، وهذا يعني أن علينا بذل جهد مضاعف من أجل تدارك شبابنا من أتون هذا الفكر. وبما أن القباع لم يسبق له السفر فهذا يعني أنه تم تدجينه وهو بيننا، وهذا التدجين يضعنا أمام احتمالين : الأول إن بيننا خلايا نشطة وتضم أشخاصًا مؤثرين يعملون لصالح هذا التنظيم المتوحش، وبالتالي فنحن في حالة حرب خفية وممتدة وتحتاج جهودًا كبيرة وممتدة لكشفهم وملاحقتهم والقضاء عليهم ثم تجفيف منابع هذا الفكر . والاحتمال الثاني : أنه تم الترويج والدعاية والاقناع والتواصل مع القباع عبر السوشيال ميديا، وهنا يجد المتابع لأدواتها ومواقعها أنها ميدان مفتوح وواسع لبث الفكر الداعشي والترويج والدعاية له وهناك الآف الحسابات الموالية للتنظيم على الفيس بوك والتويتر مايعني أنها تشكل خطرًا حقيقيًا وجبهة قتال، كون أبناءنا يعسكرون في هذه المواقع بأوقات طويلة. والواقع يثبت أنهم يقعون تباعًا في حبائل التنظيم ويتحولون ضحايا لإغراء وجاذبية داعش. وفي تقرير بثته قناة (lbc ) اللبنانية مؤخرًا ، لأحد معاهد الدراسات الأميركية جاء فيه أن عدد الحسابات المؤيدة لتنظيم داعش تجاوز 40000 حساب، وجاءت التغريدات التي مصدرها السعودية لتحتل المرتبه الأولى بين كل الدول، مما يؤكد أن هناك خطر مصدره مواقع التواصل . والمتابعون للفيس بوك يعرفون أن حساب متبني العملية الاجرامية في أحد فنادق مدينة سوسة التونسية على الفيس بوك كان يحمل الكثير من العبارات التي تدل على أنّه يحمل فكرًا متطرفًا كعبارة (إذا كان الجهاد جريمة ...فليشهد التاريخ أني مجرم) فضلا عن العديد من الفتاوى لبعض المشايخ والعلماء السعوديين التي تحرم عيد الميلاد ونحوها. وبعض تلك الفتاوى يتم إعتسافها وإيرادها في غير محلها دون أن يكون هناك تحرك باتجاه هذه الحسابات وايقافها فهي في نهاية المطاف تمسنا وعلماؤنا بشكل أو بآخر. هذا الواقع يؤكد أنه بات على الجهات الأمنية التحرك عاجلًا نحو هذه الأدوات والحسابات ومراقبتها بل والتشديد في ذلك؛ لأن الأمر يتعلق بتهديد الأمن الوطني. وهذا التحرك سيمكن الجهات الامنية من اكتشاف الكثير من المحرضين ومن يدعون لهذا الفكر كما أنه سيتيح له تنفيذ عمليات إستباقيه تحول دون تبنيهم أعمالًا إرهابية . وبات إغلاق تلك الحسابات التي تهدد الأمن الوطني ضرورة ملحة وهذا لا يتعارض مع حرية الرأي وهو يحدث في كل دول العالم حتى في أوروبا التي تعتبر نفسها معقل الحريات. ولأن السوشال ميديا اليوم تحولت ساحة حرب بيننا وبين الفكر الضال، لذا وجب أن نخوضها بكل بسالة وبأسرع وقت ممكن، بتجنيد الطاقات والكفاءات التقنية المؤهلة لإدارة هذه الحرب، لأن الفتنة بدأت تتسع ميادينها وأدواتها وليس أمامنا سوى تطويقها بكل السبل .

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه