2015-10-10 

مخاوف من مستقبل كارثي للسياحة في تونس

من القنطاوي (تونس)، كوثر العربي

الفرنسية – آثار الهجوم الأخير الذي تبناه هجوم داعش على فندق في منطقة القناوي السياحية، صدمة كبيرة لدى التونسيين، وتزايدت المخاوف في ولاية سوسة السياحية من سنوات عجاف للقطاع السياحي الحيوي للمنطقة والبلاد. في أحد محلات النحاس التقليدي في المدينة العتيقة بولاية سوسة (وسط شرق)، يتصفح التاجر علي السلطاني جريدة بحثًا عن تفاصيل الهجوم الذي استهدف الجمعة فندقًا مجاورًا وأسفر عن مقتل 38 شخصًا معظمهم سياح أجانب. علق السلطاني بمرارة، لم يعد هناك أمل، إنها ضربة قاتلة للسياحية، وقال السلطاني لم استوعب حتى الآن ما حصل الجمعة، إنها كارثة، لا أمل لسنوات عديدة. ويؤكد تاجر النحاس كمال بن صادق أنّه فقد نكهة العمل، منذ الجمعة ننظر نحن التجار إلى بعضنا البعض، دون القدرة على فعل شيء، لسنا معتادين على هذه المجازر. وتقول علياء التي تقطن في مدينة سوسة إنه أمر مؤلم كثيرًا، كنا نضمد جراح هجوم باردو وإذ بنا نتلقى ضربة أخرى أقوى. وعبر عديدون عن تفهمهم لعدم إمكان عودة السياح إلى تونس لبعض الوقت. ويرى التاجر عماد التريكي أنّه لو كان مكانهم لما وطأت تونس مجددًا في هذه الفترة (موسم الصيف)، قائلا: أمر طبيعي ان يغادروا البلاد بسرعة بعد هذه الكارثة، هل جاؤوا لقضاء عطلة أم ليموتوا؟. وأوضح التريكي أن ما يحصل في تونس هو نتيجة لحالة الفوضى في كل القطاعات منذ الثورة، التي أطاحت مطلع 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وأضاف بمرارة يكفي أن نشاهد سلوك الناس على الطرق، ورجال السياسة في التلفزيونات والموظفين في الإدارات لنلاحظ أن لا شيء يعمل في البلاد، لا الأمن ولا الاقتصاد ولا السياسة. وأكد أن عشرات السياح كانوا يزورون محله يوميًا (قبل الهجوم) لكن منذ الجمعة فان المحل كصحراء مقفرة. وقال ليس التونسيون من سينقذون الموسم السياحي، والسياح سيعزفون عن المجيء إلينا لفترة طويلة. وصباح السبت، زار عدد قليل من السياح محلات مدينة سوسة العتيقة. وقالت ماري وهي سائحة بريطانية يرافقها زوجها، بقي لي ثلاثة أيام سأقضيها في تونس وقد قررت، من باب الاحتياط، عدم الذهاب إلى البحر، لكني أريد إكمال عطلتي هنا رغم الاتصالات الهاتفية وضغوط عائلتي التي طلبت مني العودة. وعلى الرغم من هجوم الجمعة، واصل عشرات التونسيين السبت الاصطياف على شاطئ منطقة القنطاوي السياحية، ولم يكن بينهم أي سائح أجنبي. وبحسب الفرنسية قال سالم الذي يعمل في فندق قريب من مكان المجزرة، قليل من السياح الموجودين بقوا في الفندق ولا يريدون الخروج إلا للذهاب إلى المطار. ومنذ الجمعة شرعت شركات سياحية في إجلاء عملائها من تونس مثل البلجيكية "جيت إير" التي أعلنت أنها ستجلي بحلول مساء الأحد 2000 شخص إلى بلجيكا. أما شركة السياحة تومسون فاعلنت إرسال عشر طائرات إلى تونس لاعادة نحو 2500 سائح بريطاني، وإلغاء جميع الرحلات إلى تونس الاسبوع المقبل. والسياحة أحد أعمدة الاقتصاد في تونس اإذ تشغل 400 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر، وتساهم بنسبة 7 % من الناتج المحلي الاجمالي وتحقق بين 18 و20 % من عائدات تونس السنوية من العملات الاجنبية. ووصف الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الهجوم بأنه ضربة موجعة لاقتصاد بلاده، فيما اعتبرته وزيرة السياحة سلوى الرقيق كارثة على السياحة. ويشار إلى أنّ شاب تونسي تظاهر أنه مصطاف وتسلل الجمعة إلى شاطئ فندق "ريو امبريال مرحبا" حيث أخرج رشاش كلاشنيكوف كان يخفيه تحت مظلة، وفتح النار على المصطافين بحسب السلطات التي قالت أنه دخل الفندق وواصل اطلاق النار على السياح وأن الشرطة قتلته خارج الفندق عندما همّ بالمغادرة. وفي 18 مارس الماضي تعرض متحف باردو الشهير وسط العاصمة تونس إلى هجوم دموي تنباه تنظيم داعش، وأسفر عن مقل 22 شخصًا هم رجل أمن تونسي و21 سائحًا أجنبيًا.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه