2015-10-10 

حلف الأطلسي يستعد لدخول حرب مع روسيا

رويترز

يبدو أن حلف شمال الأطلسي يستعد لدخول حرب باردة مع روسيا بعد أن نفد صبره من وجود أمل في إقامة علاقة بناءة مع موسكو. لم تكن علاقة حلف شمال الأطلسي مع روسيا جيدة قبل الأزمة الأوكرانية ولكن يمكن القول أن تحولًا جوهريًا حدث على الساحة الأمنية أنهى أي علاقة بين الطرفين. وحتى بعض الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي الحريصة على تفادي حرب باردة جديدة أو الانجرار إلى سباق تسلح مكلف والتي كانت تأمل في نهاية سريعة للأزمة التي اعترت العلاقات بسبب ضم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشبه جزيرة القرم الأوكرانية العام الماضي وذلك مثلما حدث من قبل أثناء حرب روسيا مع جورجيا عام 2008. ولكن تبين في مقر حلف شمال الأطلسي أن ذلك لن يحدث وأن العلاقات مع روسيا دخلت في مرحلة فاترة جديدة قد تستمر لوقت طويل وربما تتطلب تغييرا رسميا في استراتيجية الحلف. وارتفعت نبرة تصريحات الجانبين بسبب الوضع في شرق أوكرانيا حيث يتهم الحلف الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة ويضم 28 دولة موسكو بارسال قوات لدعم الانفصاليين الموالين لها وهي تهمة تنفيها موسكو. وأثار التوتر جدالا حول ما إذا كان الوقت حان لاعادة صياغة وثيقة الاستراتيجية الرئيسية للحلف التي وضعت في وقت كانت الآمال فيه عريضة بشأن إمكانية تنحية عداء سنوات الحرب الباردة جانبا وفي أن تتمكن روسيا والحلف من العمل معا. وقال دوجلاس لوت سفير الولايات المتحدة لدى الحلف للصحفيين الشهر الماضي "بعض الصياغات (في الوثيقة) التي تتعلق باعتبار روسيا شريكا استراتيجيا للحلف أصبحت بالتأكيد محل تساؤل جراء تصرفات روسيا" غير أنه قال إنه لم يجر بعد اتخاذ أي قرار لتعديلها. يضع العاملون في الحلف خطط طوارئ أكثر تفصيلا لمختلف السيناريوهات السرية ولم يعد ينظر إلى الحرب في أوروبا على أنها أمر غير وارد تماما. وقال دبلوماسي من الحلف إنه على الرغم من أن حلف الأطلسي كان قادرا في السنوات الأخيرة على اختيار ما إذا كان سيشارك في صراعات مثل في أفغانستان أو ليبيا إلا أنه في المستقبل "قد يرغم على الرد على تحد وجودي". وبمقتضى معاهدة تأسيس الحلف فان الدول الأعضاء ملزمة على التعامل مع أي هجوم على دولة عضو على أنه هجوم على الحلف بأكمله. وقال وزير الدفاع في ليتوانيا جوزاس أوليكاس إنه يجب على الحلف التكيف مع بيئة أمنية جديدة وإن "أحد الخيارات" هو إعادة كتابة وثيقة الاستراتيجية المؤلفة من 35 صفحة. وأضاف لرويترز على هامش اجتماع للحلف في بروكسل الشهر الماضي "روسيا اليوم تهديد لنا.وليتوانيا واحدة من دول البلطيق الثلاث التي أعلنت استقلالها عن الاتحاد السوفيتي . وأثار اعلان مكتب الادعاء الروسي الأسبوع الماضي بأنه سيراجع قرار الاتحاد السوفيتي عام 1991 بالاعتراف باستقلال دول البلطيق قلق هذه الدول رغم أن الكرملين سعى إلى التهوين من أهميته. وقال الدبلوماسي بحلف الأطلسي الذي طلب عدم نشر اسمه إن هناك نقاشا يتعلق بأن وثيقة الاستراتيجية أصبحت قديمة وانه يجب إعادة كتابتها "بعقلانية قريبا". وأضاف أن الفتور في العلاقات مع روسيا سيستمر لأن بقاء بوتين في السلطة "يرتبط بمواجهة دائمة مع الغرب". وفي إطار سعيه لطمأنة الدول الأعضاء في الحلف من شرق أوروبا التي تشعر بالقلق من تصرفات روسيا زاد الحلف من دورياته الجوية وتناوب القوات في دول البلطيق وصعد من تدريباته وشكل قوة للرد السريع. وتصف موسكو تصرفات الحلف بأنها استفزازية وتنفي أي نية من جانبها للترويع. وبعد ضم القرم علق حلف شمال الأطلسي تعاونه العملي مع روسيا . وفي ديسمبر الماضي وقع بوتين -الذي تأثر بالعقوبات التي فرضها الغرب على روسيا بسبب تصرفاتها في أوكرانيا- وثيقة عسكرية جديدة تنص على أن توسعات حلف الأطلسي تعد من بين المخاطر الرئيسية الخارجية. وقال رسلان بوخوف مدير مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيات في موسكو إن روسيا سترد بشكل سلبي على أي تغيير في وثيقة استراتيجة الحلف.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه