2015-10-10 

ثورة تكنولوجية في عالم الطيران قريبًا

من القاهرة، حمزة أمين

مع دخولنا ثورة التكنولوجيا الرقمية أصبح المستحيل مسألة وقت ليتحقق . ولتواكب شركات الطيران التطور لتسلية المسافرين والترفيه عنهم خلال رحلاتهم الجوية أصبح دخول خدمات الإنترنت اللاسلكي "واي فاي" يوشك أن يصبح الخطوة الأولى لعالم جديد من الترفيه فوق السحاب. وعلى الرغم من أن هذه الخدمة ليست مجانية إذ يتعين على الراكب أن يدفع حوالى 5 دولارات في الساعة أو 16 دولاراً لليوم الكامل للدخول على الإنترنت، إلا أنها أصبحت متوفرة بصورة اعتيادية على متن العديد من الرحلات الجوية الأمريكية، وأماكن أخرى من العالم . وبالرغم من التكلفة، فإن توفر خدمة الواي فاي يؤثر في اختيار الركاب أي طائرات يستقلون. وبحسب بي بي سي يشير تقرير لعام 2014 أصدرته شركة "هانيويل ايروسبيس" إلى أن "ثلثي المشاركين في استطلاع للرأي يبحثون عن الطائرات المزودة بخدمة واي فاي كي يظلوا في حالة إنتاجية، واستمتاع، واتصال بالعالم الخارجي أثناء الرحلة." فالرحلات الجوية الطويلة كانت تحتاج دوماً إلى وسائل التسلية التي لا تجعل الركاب يشعرون بالملل. وقد تطورت عبر الزمان عملية تسلية الركاب بداية من بروجكتور يعرض فيلم وسماعات أذنية لتسمع الموسيقى إلى مقاعد المزودة بجهاز تلفاز، أو أفلام، أو ألعاب حسب الطلب طيلة المسافة التي تقطعها الطائرة. ويعد توفير خدمة الواي فاي في نعمة بالنسبة لشركات الطيران ، إذ تنفق شركات الطيران ما قد يصل إلى 15 ألف دولار للمقعد الواحد المزود بجهاز تلفاز . وبدخول الخدمة سيتم التخلص من هذه المقاعد عالية التكلفة وهو أمر بات يحدث بالفعل. فقد قررت شركة فرنسية عدم تزويد أسطولها من طائرات البوينغ 757 بأجهزة الفيديو التقليدية التي توضع في مقاعد المسافرين. و قامت عوضاً عن ذلك بتوزيع 500 جهاز "آي باد" على الركاب، وكل جهاز منها مزود سلفاً بجملة متنوعة من الفيديوهات. وبهذه الطريقة انفقت الشركة نحو 250 ألف دولار لكل طائرة بدلا من 3 ملايين دولار. وبالرغم من أن خدمة الواي فاي مكلفة بالفعل، فالإنفاق على صيانة نظام "آي إف إي" قد تبلغ نحو 7.8 مليون دولار لكل طائرة، ويعتمد هذا على نوع النظام المستخدم والتهيئة الفنية له إلا أن شركات طيران لاتدفع ثمن هذه الخدمة ويدفعها الراكب. وتريد شركات الطيران أن تخطو بها خطوة أخرى، وهو توفير خدمة الفيديو حسب الطلب فقد عرضت شركة طيران "جيت بلو" خدمة أمازون برايم على ركابها أثناء الطيران. ومع ذلك فهناك تحديات تعترض سبيل تبني هذه التقنية على نطاق واسع، ليس أقلها إيجاد النطاق الترددي الكافي للسرعات الملائمة التي تسمح بتوفير الخدمة بشكل ممتاز وهي مسألة وقت مع دخول أقمار صناعية للمجال قريبًا . فقد تتوفر الأجهزة التي تزود الركاب بسرعات الواي فاي التي تتيح لهم تنزيل الأفلام، وألعاب الفيديو والبقاء على اتصال بالعالم الخارجي، كما يفعلون تماما وهم على سطح الأرض ". ولكن هناك مخاطر أمنية لوجود خدمة "واي فاي" يمكن قرصنتها على متن الطائرة. ومن الأمور موضع النظر التي تنال الاهتمام الآن شاشات "مالابيل اتش دي" شديدة الوضوح التي يمكن أن تلتوي وتتحرك، وكذلك الشاشات ثلاثية الأبعاد، أو بيئات الواقع الافتراضي. وفي القريب العاجل، ربما نستطيع التحدث إلى الأصدقاء على الأرض من خلال نظام التصوير التجسيدي الذي نحصل عليه على متن الطائرة. بل وسيكون بإمكاننا استخدام قفازات خاصة نحتضن بها أحباءنا وهم على بعد مئات الأميال منا. و هذه التكنولوجيا "موجودة بالفعل، كما يقول مارتن ريموند، المؤسس المشارك لشركة "فيوتشر لابوراتوري" التي تعاونت مع محرك البحث الخاص بالسفر سكاي سكانر لتأليف "تقرير مستقبل السفر 2024 ". والتغيير الأكبر في المستقبل القريب سيدور دائما حول القدرة على توصيل الخدمة. ويقول آل سان جيرمان، نائب شركة "سبافاكس" الأمريكية المعنية بالتسويق داخل الطائرات: "التحدي الأكبر لأي شركة طيران ناقلة هو إدارة توقعات المسافر".

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه