2015-10-10 

بيض البطة العرجاء

عبدالله الجنيد 

اتسائل جاداً ، ايتوجب علينا كتابة قراءة كلما خرج علينا الرئيس اوباما بجديد لا جديد فيه حول الشرق الاوسط ، كما كان علية الحال في مؤتمرة الصحفي بمناسبة انتهاء ولاية رئيس هيئة الاركان الجنرال ديمبسي . ففي مؤتمره ذاك أعاد الرئيس اوباما مقولته الشهيرة " لا مكان للرئيس بشار الاسد في سوريا المستقبل " ، و هذا تماماً ما قاله قبل مغادرته واشنطن للمشاركة في قمة العشرين الاقتصادية في استراليا نوفمبر 2014 ، او ما قد قاله قبل ذلك " ان استخدام الاسد للسلاح الكيميائي هو بمثابة خط احمر " . ربما ان التعليق الانسب هو " فخامة الرئيس الرجاء ان تصحو لتشم رائحة القهوة Mr. President Wake up and smell the coffee " . يقول الجنرال ميك بندريك في تصريح له نشر ضمن تقرير اخباري لمجلة الجيش الامريكي " آرمي تايمز ArmyTimes بتاريخ ٦ اغسطس ٢٠١٤ " ، و الجنرال بندريك هو المكلف بملف داعش . فجاء تصريح الجنرال في شكل نصيحة غير مباشرة للرئيس اوباما " داعش لم تعد تمثل تهديدا محلى او إقليمي، بل هي الان تمثل تهديدا دولي . و لاقتلاع خطر قوة على الارض ، فأننا نحتاج لمقابلاتها بقوة على الارض " . في اخر جلسة لوزير الدفاع الامريكي آشتون كارتر امام لجنة الدفاع و الخارجية في الكونجرس الامريكي ، بعد جولته المكوكية في جنوب شرق اسيا كانت فيتنام محطته الاخيرة . فعند سؤال الوزير عن واقع برنامج تدريب المعارضة المعتدلة السورية الذي أعلن عنه الرئيس اوباما قبل اكثر من سنتين ، و ما هو تعداد تلك القوة الان . اجاب الوزير كارتر " ان قوام تلك القوة هو 60 مقاتلا ، فقط لا غير " !! . سنترك للقارئ هنا تصور حجم الصدمة على وجوه أعضاء اللجنة و الحضور . ذلك يقودنا لحقيقة مؤكدة مفادها " الانتفاء الكلي لوجود اي تقارب في الرؤى بين ادارة الرئيس اوباما و حلفائها العرب حول مفهوم الأمن او فرض الاستقرار في الشرق الاوسط العربي كما تعهد هو بذلك في قمة كامب ديفيد الاخيرة " . و ما دراما التمديد بعد الاخر للمفاوضات القائمة مع إيران إلا بمثابة استجداء قد بات باهتاً و مرفوضا من الرأي العام الامريكي قبل العالمي . فالمفاوضات في حقيقتها منذ انطلاقها في اغسطس 2003 لا تتعدى كونها اعلان وفاة استراتيجية "الاحتواء الإيجابي" الأمريكية لإيران ، المعتمدة منذ عهد الرئيس جيمي كارتر . و إحلاله بمشروع الشراكة في أمن المنطقة عبر الاعتراف بحق إيران في الدفاع عن مصالحها التاريخية في فضائها الجيوسياسي العربي ( الهلال الخصيب ، منطقة مضيق هرمز و باب المندب ) . فنتائج الاحتواء الإيجابي جاءت معاكسة لكل الأهداف المرجوة منها ، حيث ساقت إيران البرغماتية الى حضن خصوم واشنطن الكبار . فتحولت موسكو الى الشريك السياسي الاول ، و بكين الشريك الاقتصادي و المعنوي الاول لها و في اكثر من مكان . لذلك نجد اهم عقود سوق الطاقة في كل من العراق و سوريا كانت لصالح شركات حليفيها . الادارة الامريكية تنظر للتمدد الصيني شرقا بقلقً شديد ، و تحديداً في الشرق الاوسط لكونه منطقة نفوذ اميريكي تاريخيا . اضف الى ذلك ان الولايات المتحدة تحاول في الوقت الراهن ابقاء حالة التوتر المتصاعد مع الصين في منطقة بحر الصين جنوبا و شمالا هناك قدر الإمكان . شهر يونيو المنصرم مثل قمة الاجتهاد الامريكي في توظيف تقاطع المصالح مع اكثر من طرف في آن واحد بهدف تحقيق اختراق للتحالف الايراني الصيني الروسي . و مثل الملف اليمني التوظيف الأمثل عبر مسقط ، حيث تمثل هي الحليف التقليدي المشترك لكليهما و لإثبات جدية النوايا الامريكية . الا ان مؤتمر جنيف الاخير حول اليمن جاء بخلاف المتوخى منه من نتائج ، حيث فشل حلفاء ايران اليمنيين في التحصل على اي شكل من اشكال الاعتراف الدولي بهم رغم الضغط الامريكي الواضح و الصريح لهم . على الصعيد ذاته فشل الضغط الامريكي في ان يتحصل المؤتمر الوطني الليبي ( تحالف قوى الاسلام السياسي المدعوم منها في ليبيا ) من انتزاع اي شكلاً من اشكال الااعتراف الدولي به ، او حتى النجاح في حرف مسار المحادثات في الصخيرات المغربية ، حيث تم التوقيع مؤخراً ، اي بتاريخ 12 يوليو على خارطة الطريق الملزمة لكل الأطراف . كلى الفشلين قاد الولايات المتحدة لمد يدها في استحياء سياسي للرياض عبر رفع العقوبات عن توريد السلاح و المعدات للبحرين ، و تلى ذلك اعلان الخارجية الامريكية في شكل بيان مطول شرحت فيه بشكلاً دقيق ما حققته مملكة البحرين من تقدم ملحوظا في كل ملفاتها مكان الخلاف ، السياسي ، الحقوقي ، الحريات و برنامج الإصلاح السياسي . كل ذلك يقودنا الى ضرورة مراجعة " كيفية ادارة كل ملفاتنا العربية الساخنة " ، اذ تقتظي التهديدات في ضوء موازين القوة المتغير والقائم الى ضرورة تجاوز الشكل التقليدي المحض في التعاطي معها . و ما قرار مجلس الأمن رقم 2216 الا دليلا واضح على وجوب تلك الضرورة ، بما في ذلك التعاطي بآليات عاصفة الحزم . حيث يجب ان تكون تلك الاليات اكثر وضوحا الان في سوريا ، بما في ذلك التفكير الجاد في اخراج سلاح الجو السوري من المعادلة لا صواريخه بعيدة المدى فقط ، و حيث سيمثل ذلك الرسالة الأمثل في هذا التوقيت . إما ليبيا ، فقد باتت تكلفة تأخير حسم ذلك الملف اكثر وضوحا لجميع الأطراف بعد ما حدث في سيناء و تونس مؤخراً ، لذلك ان لا تكون ليبيا خارج إطار توظيف كل الاليات و الخيارات المتاحة و فورا . آخر السطر : ما هو حجم حقل الغاز الليبي في شرق ليبيا !!

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه