2015-10-10 

الجمهوريون يتوعدون اتفاق فيينا

من واشنطن ، خالد الطارف

يتعين على أوباما تقديم الاتفاق النووي للكونغرس في غضون 5 أيام بعد عقده. وبحسب وكالة روسيا اليوم للأنباء قد سارع مجلس النواب الأمريكي إلى انتقاد الاتفاق، محذرا من أن هذه الصفقة ستؤجج سباق التسلح في العالم. بيد أن الجمهوريين تعهدوا بإسقاط الاتفاق، إذ أدان نواب الكونغرس الأمريكي عن الحزب الجمهوري على الفور الاتفاق النووي مع إيران ووصفوه بأنه خيانة للمبادئ، الأمر الذي ينذر بمواجهة مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما حيث يتودد إلى الكونغرس للحصول على موافقته عليه. وتعهد جون بينر، رئيس مجلس النواب، بعرقلة الاتفاق قائلا إن أوباما قد "تخلى" عن كل الأهداف التي تمنع إيران من تطوير برنامجها النووي. ووفقا لدويتش فيله قال في مؤتمر صحفي: "هذا هو السبب في أن الاتفاق الذي لدينا غير مقبول". ويبقى أمام الكونغرس الأمريكي 60 يوما لإقرار الاتفاق، وإذا رفض ذلك، يمكن لأوباما استخدام حق النقض الفيتو. ولكن مع تأييد عدد كاف من الديمقراطيين المتشككين، يمكن للكونغرس الذي تسيطر عليه أغلبية من الجمهوريين تخطي فيتو الرئيس. وأضاف بينر أنه إذا كان الاتفاق "سيئا" بالشكل الذي يعتقده، فإننا "سنفعل كل ما يمكننا القيام به لعرقلته". وأضاف: "سنكون بذلك أمددنا نظاما خطيرا بمليارات الدولارات بتخفيفنا تلك العقوبات بينما نمهد الطريق لإيران نووية". وكانت العقوبات الأمريكية التي فرضت على إيران أقرت غالبا بإجماع البرلمانيين، لكن تعليقها يثير انقساما عميقا في الكونغرس. ويتمتع خصوم باراك أوباما بغالبية تاريخية في مجلسي النواب والشيوخ، ويعتبر كثيرون أن الرئيس الأمريكي "كافأ" الزعماء الإيرانيين بقبوله رفع المنظومة المعقدة للعقوبات الأمريكية بدون تأمين تفكيك البنية التحتية النووية الإيرانية. وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية إد رويس الذي سيقود النقاشات في مجلس النواب إن هذا الاتفاق لا يلزم طهران بتفكيك تكنولوجيا تصنيع القنابل وسيسمح لها بتطوير برنامج نووي لأغراض صناعية في غضون عشر سنوات، فيما قال السيناتور جون ماكين "كل شيء يبعث على الاعتقاد أنه اتفاق سيء". وقال السناتور الجمهوري والمرشح الرئاسي ليندسي غراهام لشبكة سي ان ان التليفزيونية إن الصفقة بمثابة "ضمان" لأن تصبح إيران قوة نووية. وأضاف غراهام: "إن ذلك لن يخدع الكونغرس أو الشعب الأمريكي، وكذلك لن ينطلي على العرب، وبالتأكيد لن ينطلي على الإسرائيليين". ووصف غراهام الاتفاق بأنه "حكم إعدام على إسرائيل". ويعد النواب رسميا بإعطاء السلطة التنفيذية فرصتها ودراسة صفحات النص الـ109 بالتفصيل في الجلسات التي ستبدأ هذا الشهر. وسيكون هدفهم، في حال خلصوا في النهاية الى أن الاتفاق النووي سيء، إقناع قسم من الأقلية الديمقراطية بالتصويت معهم في سبتمبر/أيلول بعد العطلة الصيفية البرلمانية، على قرار يمنع أوباما من رفع أي عقوبات. من جانب آخر، أشادت نانسي بيلوسي التي تقود الديمقراطيين في مجلس النواب، بالرئيس الأمريكي في بيان. وقالت بيلوسي إنها تمتدح الرئيس "لقوته خلال المفاوضات التاريخية التي قادت إلى هذه المرحلة" ووعدت بأن يدرس الكونغرس تفاصيل الاتفاق "عن كثب". وقالت السيناتور ديان فينشتاين وهي ديمقراطية مخضرمة ورئيسة لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ إنها ستؤيد الاتفاق. وأضافت في بيان "هذا اتفاق قوي يلبي احتياجاتنا للأمن القومي وأعتقد أنه سيصمد أمام اختبار الزمن". لكن لدى الديمقراطيين تساؤلات حول شروط الاتفاق. ولفت النائب اليوت انغيل الى ضرورة التشريع لمنع إيران من تمويل سوريا في ظل نظام الرئيس بشار الأسد أو حركة "حماس"، باعتبار أن أمن الحليف الإسرائيلي يعتبر الأولوية المطلقة بالنسبة للعديد من أعضاء الكونغرس. وفي مؤشر الى صعوبة الموضوع السياسي، اعتبرت هيلاري كلينتون التي كانت على رأس وزارة الخارجية في إدارة باراك أوباما عند بداية الاتصالات السرية مع طهران، أن الاتفاق يمثل "مرحلة هامة". أما منافسها الجمهوري في السباق الى البيت الأبيض جيب بوش فانتقد الاتفاق واعتبره "اتفاقا خطرا، مليئا بالعيوب وقصير النظر". ودعا كثير من الديمقراطيين بالتريث والتقييم الدقيق للاتفاق قبل التسرع في الحكم. وقال السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي: "المشكلة الأساسية هي أن معظم الجمهوريين لن يقيموا هذا الاتفاق تقييما منصفا". وأضاف قائلا: "معظم الجمهوريين سيعارضون المشروع النهائي لمجرد أن أوباما وقع عليها".

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه