2015-10-10 

سياحة.. ما يطلبه الأوصياء!

علي القاسمي

يشتد الرأي على مفهوم السياحة، كل يقيمها من الزاوية التي تروق له، على رغم الأرقام، التي نتناولها في حكاية السياحة في السعودية، التي تؤكد أن المشوار لايزال طويلاً نحو سياحة داخلة جاذبة ومغرية، تنوع الأجواء في مدننا على مدار العام يخلق فرصاً متاحة ومناسبة للتغيير والتنوع في ظل أن هذه المدن تتميز كل منها عن الأخرى بما يكفل لها طرحاً مختلفاً وحضوراً لا يشبه الآخر، تطالع كثافة كبرى في المهرجانات والأفكار لكنها تشبه كثافة العام الفائت وأفكار ما قبل العام حتى الوجوه التي نطالعها في مساحة وطنية ما تنتقل إلى المساحة الوطنية الأخرى لتقدم الخبز ذاته باعتباره طازجاً وهو بارد حد الملل من مفردة سياحة، الجهاز المعني بالسياحة في بلدي يحاول أرضاء كل الأطياف والرغبات، يصطدم بلا شك في أن كثيراً من المحاولات الجادة لصناعة سياحة مختلفة يقف لها من لا يريدون عبور السياحة إلا برأيهم وقناعاتهم وتوقيعهم الشعبي الممهور بحضور جماهيري لا يستهان به، تحولت السياحة الداخلية إلى نسخ مكررة من الجداول الثابتة على صعيد الجذب والإغراء وإن كان ثمة فقر في البنى التحتية المؤهلة لسياحة تنافس وتغض الطرف عن سياحة ختم الجواز الأخضر. حين يتساءل مجتمع، هو في أمس الحاجة للتغيير وملامسة الفنون ونثر الفرح، عن سر عودة السياحة إلى الخلف در، فهو بالتأكيد يفصح عن فقده النكهة التي كانت تصبغ مكانه بما يدهشه ويجذبه ويتركه متحملاً لسلبيات لم تتغير مع مرور السنوات في سبيل اختلاف مثير ودهشة تستقر في الذاكرة، جهاز السياحة مرة أخرى يعاني ويصارع قوى اجتماعية تحول دون أن يدخل لمتطلبات مجتمع عايش التشدد وذاق مرارات التطرف ومن ثم فهو يفتش عن متنفس لا يخدش الخصوصية الاستثنائية، لكنه ينثر الابتسامة ويفك ما تيسر من الوجوم والتجهم ويسير في محاولات خجولة بائسة نحو أن تحزم العوائل وطاقمها الشبابي كامل الحقائب نحو دول الجوار بغية الخلاص من قيد، غابت الفنون والمنافسات الرياضية وضج المشهد بالشيلات والوجوه الجماهيرية ذات الحضور المتهالك وتسطيح الوعي، صرنا نتباهى بعدد الفعاليات والمناشط، نراوغ في الجمل التحضيرية للسياحة الداخلية وكأن هناك من نخشى أن يحاسبنا ويسحقنا على ما نرغب فعله فنكتب بحماس أن مهرجانات صيفنا خليط بين التدريب والدعوة والترفيه، ونمضي في زاوية أخرى لنقول أن جهدنا السياحي ينثر الفعاليات العلمية والمعرفية وهي في الحقيقة تنظير متقن وحشو خالص للموائد والأسواق الشعبية التي تحصر الأمكنة ومفهوم السياحة في غذاء وملبس، وليت أن جهاز السياحة يطلب من كل سائح محلي أن يكتب رأيه في سياحتنا الداخلية، ولماذا تحولت إلى حاضن لنجوم وسائل التواصل الاجتماعي والمنشدين؟ وتكرار ممل لكل شيء، سنحاول إبصار المحاسن متى ما توافرت ولكن كيف لنا أن ننسى العيوب، ثمة إرهاق يتعرض له جهاز السياحة، وقد يصاحب الإرهاق تحديات لم يجرؤ الجهاز على البوح بها خشية خسارة الشركاء والداعمين في ظل أن هيئة السياحة لا يمكنها أن تعمل لوحدها ومن دون درس مقنع للاحتياج والفوارق والمغريات ومن ثم مد لحاف الإقناع على قدر أقدام الواقع.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه