2015-10-10 

الأسد بين الرياض وموسكو!

حسين شبكشي

كانت كلمات السعودية واضحة جدًا فيما يخص المسألة السورية؛ هي مع الحل السياسي ولكن لا مستقبل للأسد فيه، وإنه لن يبقى سواء أكان ذلك بشكل سياسي أو بشكل عسكري. قيلت هذه الكلمات على لسان وزير خارجيتها في حضور وزير خارجية روسيا أكبر مؤيدي نظام بشار الأسد وفي عاصمتها موسكو. قيلت بشكل لا يقبل التأويل ولا التفسير ولا سوء الفهم. قيلت هذه الكلمات لتكون دليلاً دامغًا ومهمًا على بطلان دجل وأكاذيب إعلام الممانعة والمقاومة الذي كان يروج أن السعودية «قبلت» ببقاء نظام الأسد وأصبحت أكثر «واقعية»، إلا أنه تبين أن ذلك ليس إلا أوهامًا وأماني ليس أكثر. السعودية تتبنى في موقفها المبادئي في مسألة الشأن السوري موقفًا أخلاقيًا وهو عدم السماح لنظام بشار الأسد بالاستمرار، لأنه رأس المشكلة وهو الذي أنتج الإرهاب الحاصل بسبب وجوده. بشار الأسد هو السبب الحقيقي لأوجاع سوريا اليوم.. نظام ظالم وطاغية لم يعد جديدًا تكرار جرائمه في حق السوريين بعد أربعة عقود من حكمه وحكم أبيه من قبله. القضية اليوم لا علاقة لها بالموقف السياسي من بشار الأسد، بل بالموقف الأخلاقي من الشعب السوري الذي قُتل بدم بارد، وجُرح وشُوه وشُرد وهجّر، وتاجر بقضيته من تاجر وأساء إليها من أساء، وسيكون من المسيء والمهين «إبقاء الوضع» واستمرار حكم الأسد، فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون أساس المشكلة هو الحل لها، وهو ما يطلبه داعمون مثل روسيا ويغفلون أن بقاءه ودمويته وطغيانه هي الأسباب الأهم لظهور الجماعات الإرهابية التكفيرية في سوريا من أمثال «داعش» و«حزب الله» و«القاعدة» وغيرهم، الذين ساهموا مع النظام المجرم في تحويل مشاهد الثورة السلمية التي كانت مضربًا للأمثال خلال فترتها الأولى ومطالبها الواضحة جدًا في كل أنحاء سوريا، ولكن النظام أدرك أن تعاطف العالم سيزداد مع الثورة فكان لا بد من تحويلها إلى دموية، وهذه مسألة باتت معروفة لا داعي للخوض فيها مجددًا. الأهم أن روسيا تدرك اليوم أن نظام الأسد مرفوض في محيطه العربي، وهو المحيط الذي تسعى روسيا لإقامة علاقات مهمة مع دول نافذة ومؤثرة فيه مثل مصر والسعودية والإمارات وقطر والأردن، وجميع هذه الدول المؤثرة وضحت بشكل قطعي أن بشار الأسد مرفوض تمامًا ومستقبل سوريا يجب أن يكون من دونه ومن دون نظامه وعلى هذه النقطة تحديدًا سيكون أمام الروس «إعادة تقييم» لموقفهم من الأسد؛ هل هم على استعداد لعداء دول مؤثرة جدًا في منطقة تهمهم في سبيل نظام انتهت صلاحيته؟ لقاء موسكو بين وزيري الخارجية السعودي والروسي وضّح أن روسيا قبلت مبدأ تغيير موقفها وتبقى التفاصيل، وهذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه