2015-10-10 

النقل التونسية تساعد نظيرتها المصرية في إجلاء المصريين من ليبيا

الرياض بوست - وكالات

اعلنت وزارة النقل التونسية عزمها بناء جسر جوي بين تونس ومصر لإجلاء الرعايا المصريين العالقين بليبيا. وقال المكلف بالاتصال لدى وزير النقل علي العبودي في تصريح لوكالة (تونس افريقيا) للأنباء الليلة الماضية ان "طائرات مصرية ستبدأ فجر اليوم في تسيير رحلات جوية انطلاقا من مطار (جربة جرجيس) الدولي جنوب شرق البلاد في اتجاه المطارات المصرية لإجلاء المصريين الفارين من الصراع في ليبيا". واضاف ان "الرحلة الاولى ستقل اكثر من مئة شخص في انتظار نقل بقية المصريين العالقين والذين لم تتوافر معطيات حول عددهم حتى الآن". وكانت قد أعلنت شركة مصر للطيران أنها انهت استعداداتها لتنظيم جسر جوي لإجلاء الرعايا المصريين المتواجدين في ليبيا عبر المطارات التونسية بعد ثلاثة ايام على ذبح 21 قبطيا في ليبيا، حسب ما أفاد الإعلام الرسمي. وتشير تقديرات مصرية غير رسمية الى وجود ما بين 200 و250 الف مصري حاليا في ليبيا، وقد استطاعت مصر في شهر أغسطس الماضي إقامة جسر جوي استمر لـ 10 أيام نقلت فيه 16 ألف مصري، أي أن مصر تحتاج نحو 16 يوماً لنقل باقي المصريين. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن سامح الحفني رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران قوله أن "الشركة اتمت استعداداتها الكاملة لتنظيم جسر جوي لإجلاء المصريين المتواجدين في ليبيا عبر المطارات التونسية في ظل توقف الرحلات إلى المطارات الليبية بسبب الأوضاع الأمنية"، بحسب تصريحات بثتها وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية. وقال الحفني انه سيتم "توفير أكبر قدر من الطائرات وخاصة ذات الطرازات العريضة التي تستوعب أعدادا كبيرة من الركاب وكذلك توفير الأطقم التي تشارك في نقل المصريين من ليبيا". وأشار مسؤولون مصريون الثلاثاء الماضي الى ان تشغيل الجسر الجوي ينتظر القرار السياسي. ومساء الأحد، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي انه وجه "أجهزة الدولة المعنية باتخاذ الإجراءات الكفيلة بتأمين وتسهيل عودة المصريين الراغبين في العودة إلى أرض الوطن". والثلاثاء، نصحت وزارة الخارجية المصرية مواطنيها بالتوجه "إلى الحدود مع تونس حيث سيتم تسهيل مرورهم ونقلهم إلى أرض الوطن بالتنسيق الكامل مع الأشقاء في تونس" ذلك اذا ما تعذر وصولهم الى الحدود المصرية الليبية عبر معبر السلوم. وسيتم نقل المصريين العالقين في ليبيا جوا عبر مطاري جربا وقابس في تونس، مثلما حصل في مرات سابقة. وتوقفت رحلات مصر للطيران المباشرة بين مصر وليبيا قبل اكثر من عامين بحسب مصدر في المطار. فيما اجلت مصر بعثتها الدبلوماسية من طرابلس وبنغازي نهاية الشهر الفائت. واعلن تنظيم الدولة الاسلامية الاحد الماضي ذبح 21 مصريا قبطيا خطفوا مؤخرا في ليبيا، وهو ما دفع مصر الى قصف مواقع لهذا التنظيم الجهادي في ليبيا في اجراء وصفته القاهرة بأنه حقها في "الدفاع الشرعي عن النفس". وعبر اهالي مصريون متواجدون في ليبيا عن خشيتهم في اتصالات مع برامج تليفزيونية مصرية من اعمال انتقامية تشمل خطف مزيد من المصريين في ليبيا ردا على القصف الجوي المصري لمواقع تنظيم الدولة الاسلامية. ولا تعد هذه العملية هي الأولى من نوعها بشأن إجلاء المصريين من ليبيا جوياً حيث أقامت مصر جسرا جويا لنقل آلاف العمال المصريين الفارين من أعمال القتال في ليبيا العمل الأحد بعدما رفضت السلطات التونسية دخولهم إلى أراضيها. وحينها بدأت السلطات التونسية نقل العمال بشاحنات من رأس جدير إلى مطار جربا الليبي على بعد 100 كيلو متر شمالا حيث سينقلون من هناك جوا إلى مصر، واستطاعت مصر حينها إجلاء أكثر من 16 الفاً من رعاياها بليبيا في جسر جوي استمر لنحو عشرة ايام. وقد تمخض اجتماع ثلاثي ضم مسؤولين من وزارة الخارجية التونسية والسفير المصري في تونس والقائم بأعمال السفارة الليبية في تونس عن الاتفاق على اقامة هذا الجسر. وقالت السلطات التونسية إنها لن تستطيع استيعاب الأعداد الكبيرة من المصريين وغيرهم من الجنسيات الاسيوية الفارين من ليبيا بسبب الاوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد. قدرت اعداد العمال الذين تجمهورا عند المعبر بثمانية آلاف معظم الدول امرت رعاياها بمغادرة الاراضي الليبية في الايام الاخيرة. وقال وزير الخارجية التونسي منجي الحامدي في مؤتمر صحفي إن الوضع الاقتصادي في تونس هش ولا يمكن أن يتحمل مئات الآلاف من اللاجئين بالإضافة إلى أكثر من مليون ليبي موجودين حاليا في تونس. وجاء الإعلان عن الجسر الجوي، بعد ساعات من مطالبة الرئيس عبد الفتاح السيسي المجتمع الدولي بـ "مواجهة حقيقية" لتدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه