2015-10-10 

في اليمن وسورية... مفاجآت!

حسن عبد الله عباس

من يتابع الأوضاع في سورية واليمن يجد أن الأيام الأخيرة كانت غريبة ومختلفة، فسياق الأحداث هناك يقول بأن الصورة باتت نمطية ومعروفة، إلا في الأيام القليلة الماضية. على الساحة السورية نجد أن الجيش السوري يتقدم في الزبداني بصورة ملفتة، ثم فجأة نجد إعلاناً من التلفزيون الرسمي لـ«حزب الله» اللبناني يُعلن عن توصل الحكومة السورية المدعومة بقوات الحزب إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع المتطرفين الإسلاميين، والأمر نفسه على الساحة اليمنية، حيث عمليات القتل الممتدة في جميع المحافظات بين المؤيدين لمنصور هادي والتحالف العربي والحوثيين وأتباع صالح. وفجأة نجد أن الحوثيين يتراجعون ويستعيد منصور مدينة عدن وبعض الأراضي المحيطة بها. الموضوع يبدو أنه ليس فُجائياً كما يُتصور، بل أغلب الظن فإنه تكتيكات سياسية وديبلوماسية لوضع حد لهذه الفوضى المنتشرة في المنطقة، خصوصاً وأن دينامو الإصلاح الإقليمي والدولي والذي يمثله بشكل واضح وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف. هذا الرجل الذي استطاع أن يكسر جمود الاتفاق النووي، صار متفرغاً بعد التوقيع على الاتفاق الوطني الإيراني لهموم وحروب المنطقة والإقليم، وأغلب الظن سنشهد نهاية لهذه الحروب التي أشعلها الفكر الغوغائي الغبي بدءاً بإسرائيل وأتباعها في المنطقة وانتهاءً بالقوى الدولية. قد يقول سائل إن تصريحات وزير الخارجية السعودي باستبعاد الأسد عن أي حل مستقبلي يتعارض مع التوجهات الإيرانية وتحالفها المُعلن في المنطقة وقدرتها على كبح جماح هذه الحروب بشكل عام؟ يمكن الإجابة كالتالي: أولاً بعض دول المنطقة تخلفت مرات عدة عن مواقفها المُعلنة، كموقفها من الاتفاق النووي أو تحالفهم ضد الحوثيين أو موقفهم المتضارب من حكومات مصر مُرسي ومن بعده السيسي. فهذه كلها مواقف متضاربة ولم يكن الالتزام هو الظاهر فيها أبداً. ثانياً أن الإيرانيين يدعمون الأنظمة لا الأفراد، فهم لم يتوقفوا عن دعم حُلفائهم في العراق برغم تنحي المالكي عن الواجهة، ولا زالوا يدعمون «حزب الله» على الرغم من تبدل الحكومات والرؤساء. فمن غير المُستبعد أن تكون التفاهمات الجديدة تغيير الوجوه مع بقاء الأمور كما كانت عليه، خصوصاً وأنهم دائماً يكررون ممانعتهم لأي تغيير في الجغرافيا أو الحدود أو الأنظمة القائمة في المنطقة. ثالثاً: إن القوى الدولية هي من بيدها قرارات التحالف الدولي. فمن الصعب جداً أن يُترك القرار لأي دولة عربية في المنطقة لتتخذه بمفردها بمعزل عن التأثير الدولي الغربي. ولذا فإن هذه التصريحات لا تعتمد غالباً على أساس متين. رابعاً«ان الدول العربية استُنزفت اقتصادياً بما فيه الكفاية. فالمجموعة العربية أغلبها فقيرة باستثناء الخليجية، وهذه أيضا أصبحت تحت الضغط بسببين: لقلة بدائلها الاقتصادية ولتدهور أسعار النفط. وفضلاً عن كل ذلك، فإن التصريحات والمواقف العربية السابقة كانت غالباً غير موضوعية سواء بإعلان حسم المعركة في اليمن في يومها الأول، أو تسليم مقعد سورية للمعارضة، أو تنديد الجامعة بـ»حزب الله» إثر حرب 2006 وتصنيفه بالإرهابي، أو الإصرار لإبعاد الإيرانيين عن الأزمة السورية واجتماعات جنيف، فهذه كلها مواقف أثبت التاريخ والعمل السياسي أنها لم تأتِ بأي أثر حقيقي. من جريدة الرأي الكويتية

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه