2015-10-10 

قبلة الحياة

عبدالله الجنيد

" قبلة الحياة " ، أي إعطاء النفس لشخص توقف عن التنفس الطبيعي بشكل ذاتي ، بالتنفس نيابة عنه عبر الفم في شكل قبلة ، لذلك اسميت بـ "قبلة الحياة" . ما دعاني لاستحضار المقدمة هو سؤال لا يحتمل أكثر من إجابة واحدة لأننا الآن لا نملك غير الاستمرار في محاولة إعطاء النفس "قبلة الحياة" لمجتمعاتنا بعد توقفها لا إراديا عن التنفس الذاتي لما يتجاوز 35 عامًا ، هي عمر ما سمي بالصحوة !! تلك الصحوة التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه اليوم من شتاتً و إرهاب طائفي قد طالنا جميعًا . بل إن حجم التعطل و التعطيل لكامل طاقاتنا الإنسانية بلغت مستوياتاً لا يمكن القبول بها مقارنة بباقي شعوب العالم الآخرى التي تجاوزتنا بسنوات ضوئية انجازًا و مكانة. فهل يستطيع أحدًا بعد اليوم إنكار تلك الحقيقة، بأن ما كان لتنظيمات مثل حزب الله أو داعش أن تبعث فينا لو لا تلك الصحوة غير المباركة ، و ما كان لها أن تنغرس بهذا العمق مجتمعيًا و وجدانيًا ، لو لا تأصَّل ثقافة الصحوة قبل مشاريعها السياسية في أغلب دول منطقة الخليج العربي، هذا الانغراس و التجذر ما كان ليحدث لو لا استهداف الصحوة بشقيها ( السني و الشيعي ) كل برامج التنمية الاجتماعية . فها نحن اليوم إما طفرة في تقبل الإرهاب الناتج أولًا عن حالة الاستقطاب الطائفي ، فما ان نسمع عن عملية ارهابية لتنظيم ارهابي مثل داعش ، حتى نجد آلة الاعلام السياسي الإثناعشري يعيش حالة من حالات هستيريا المظلومية ، و ما ان تنقلب الآية و نسمع عن عملية لفرع من أفرع حزب الله في الخليج العربي ، حتى نجد آلة الإعلام الصحونجية تماثل اختها الإثناعشرية في هستيريا ليست بأقل من الاولى . و هنا يجب ان نسجل ان لكليهما ( منظومة متكاملة ) اجتماعيا ، سياسيا و اقتصاديا ، منظومة تبز قدرات اغلب دولنا من حيث توظيف تراكم الخبرات كما و نوعاً . السؤال المتكرر : متى ستتوقف دولنا و لو للحظة لتقول جادةً "كفى" لهؤلاء ، و ان الوقت قد حان لمواجهة تلك الثقافة و وكلائها بيننا من المستترين بالطوائف ، و الالتفات للمؤسسات المدنية كونها الشريك الحقيقي و الأمثل لتحقيق ثقافة المواطنة والانتماء الوطني . فالمؤسسات المدنية هي الشريك الطبيعي لكل المؤسسات السياسية في الدول التي حققت النمو و الرفاهية لشعوبها . دولة الامارات العربية المتحدة اليوم تمثل الأنموذج العربي الأوحد باعتمادها مبدأ التنمية الاستراتيجية المتكاملة و الطويلة الامد . استراتيجية اعتمدت على ترسيخ مبدأي العدالة الاجتماعية و المواطنة المسؤلة . فالامارات العربية المتحدة قدمت رؤيا لمشروع سياسي نوعي ، تجاوزت به واقع المكان ، و بتعزيز ثقافة الهوية . لذلك فأن الامارات العربية المتحدة تمثل الاقدر بيننا في إعطائنا قبلة الحياة من خلال تراكماتها النوعية انسانيا و عدالة اجتماعية .

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه