2015-10-10 

نشاهدهُ ولم نُولّد له اسماً

عبد العزيز المحمد الذكير

قد لا يبدو ما سأشرحه اليوم منطقيا، أو على الأقل لم يسمع الكثير منكم بما سأشرح. سأتخذ مفردة "تلفزيون" أو تلفاز كمثلا . ففي اللغة المحكية فى وسط لندن "الكوكني" Cockney أطلقت على أسماء عديدة، طريفة ومتناغمة أحيانا . واللهجة تلك تكاد تغطي مساحة كبيرة من وسط لندن، ويتحدث بها عامة الناس ولها مسرد وشرح . ولا يتحدث بها المثقفون ولا النخبة ولا تُستعمل في المخاطبات، وأدق ما يمكننا أن نقول عنها إنها محكية، وتعتمد على التناغم هاكم بعض ما يُطلق على التلفزيون عندهم : Auntie Nelly Custard and Jelly . Marie Correlli . Matthew Kelly . Liza Minnelli . Mellie Roger. وكل تلك الأسماء جاءت عن مفردة (تيلى) – أي التلفزيون. "الرائي" مفردة كان المرحوم الشيخ على الطنطاوي يُطلقها على جهاز التلفزيون. واتصور انه أخذها عن علم من مصادر المجمع اللغوي. واجتهد المعجميون فى البحث عن اسم خفيف لذاك الجهاز / الخدمة وحتى الآن لم أجدهم استقرّوا على رأي يحظى بالإجماع. فى مُعجم عراقي تكررت كلمة "المُؤانس" ويظن صاحب المعجم الدكتور مجيد محمد أن تلك المفردة تمثل التعبير الدقيق عن الخدمة التي يمكن لذاك الجهاز أن يوفّرها للجالس من غير رفيق مؤانس أو تسلية. المجتمعات البشرية - فى رأيي - كلها فشلت فى التوافق على اسم، كلّ حسب لغته . فعند الغرب television ثمّ اختصروه الى tv واصطلح عامة الإنجليز على مختصر telly وفى بدايات البث فى بلادنا قال البعض عنه إنه "تلف عيون". وفى الشام اقترحوا عبارة "البثّ الصوري - الصوتي" لكن العبارة لم تجد قبولا لطولها. صحيفة الرياض

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه