2015-10-10 

تجار البشر ووسائلهم في التواصل مع المهاجرين

وكالات

المهربون أو تجار البشر كما يميل السياسيون إلى استخدام هذا المصطلح لوصفهم حيث لا تعني حياة اللاجئين شيئا بالنسبة إليهم، لكن اللاجئين يحتاجون إلى المهربين للوصول إلى أوروبا، ومن هذا المنطلق فهم "زبائن" وبحسب دويتش فليه يقول أحد المهربين "أنا الوحيد الذي يستطيع مساعدة هؤلاء الفقراء. أنا أبيعهم الأحلام. أنا أبيعهم الأمل. أعرف أن بعضهم يموت، لكن ليس لهم غيري". وحين نتحدث مع لاجئي حروب ولاجئين لأسباب اقتصادية، فإنهم يقولون: "إذا بقيت في وطني سأموت. وفقط حين أقبل خدمات هؤلاء المهربين يصبح لدي فرصة. أعرف أنني ربما قد أموت أثناء التهريب، لكن هذا يبقى أفضل من أن أموت في وطني. وكيلي إنسان طيب". أضحت مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت وسيلة يتعارف من خلالها آلاف المهاجرين السوريين مع مهربي البشر في سواحل بحر إيجه بتركيا، ويساومونهم ويتفقون معهم من أجل الوصول إلى أوروبا. وبحسب وكالة الأناضول ترد في حسابات التواصل الاجتماعي، التي يفتحها مهربو البشر، إعلانات ومعلومات مثيرة للانتباه، حيث تتوفر صور للمنازل والغرف المؤقتة في تركيا قبل الإبحار في بحر إيجه، والمراكب والزوراق، التي ستُستخدم في الرحلة، والأماكن التي سيقيم فيها المهاجرون على الجانب الآخر من الساحل، فضلًا عن عبارات تصف الرحلة غير المشروعة بأنها ستمضي "دون أي مشاكل"، و"بكل سهولة". وتشير الحسابات المذكورة إلى أن الأجرة، التي يقبضها المهربون عن الراغبين في الهجرة بطريقة غير مشروعة إلى اليونان، تبلغ 1250 دولار. ولا يخضع الأطفال دون سن السنتين للأجرة، فيما يدفع المهاجرون نصف الأجرة عن الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 2 و12 عامًا. ويُسلم المهاجرون السوريون أجرة الرحلة إلى شخص يعرفونه في محلات معينة بمدينة إزمير، ويتوجهون بالسيارات إلى المراكب البحرية، التي تكون في الانتظار على مسافة تبعد أربع ساعات، فيستقلونها وعندما يصلون إلى اليونان يتصلون بالشخص المذكور، ويخبرونه بوصولهم، وعندما يتم تسديد الأجرة إلى المهرب. وفي حوار مع الأناضول، قالت سوسن الأطرش، مديرة حساب تواصل اجتماعي عدد أعضائه سبعة آلاف سوري، إنها فرت مع أخيها من سوريا بسبب الحرب، وهي تعمل مدرسة لغة عربية في تركيا، موضحة أن أخيها توفي خلال توجهه إلى اليونان العام الماضي. وأوضحت الأطرش أنها أنشأت المجموعة من أجل الحصول على معلومات أكثر عن المخاطر، التي يواجهها المهاجرون، والحيلولة دون لحاق الأذى بهم، مشيرة إلى أن حياة الكثير من السوريين أُنقذت بفضل المجموعات المشابهة لمجموعتها على مواقع التواصل الاجتماعي. ويرى أندريا دي نيكولا خبير علم الإجرام في جامعة ترينتو الإيطالية أن هذه التجارة تتسم بالعنف وأن المهربين أناس مجرمون، لكن المهم هو أن هذا سوق مدعوم بكثرة الطلب عليه من أناس يائسين. ويضيف أنّ مشكلة اللاجئين هي أنهم، ورغم حقهم بتقديم طلب لجوء سياسي في بلادنا، يلجأون إلى خدمات المهربين. وهذا أمر علينا إعادة النظر فيه. نحتاج إلى حلول جديدة، فبينما نحن نتفاوض يستمر تهريب البشر. وفي الحقيقة ليس لدينا وقت نضيعه في النقاش وتابع المهربون يستغلون بطء أوروبا وضعفها، حين تحدثنا مع المهربين ضحكوا ساخرين من أوروبا. قالوا لنا: جدرانكم هي فرصة عملنا. أنا لا أقول إن علينا فتح الحدود، لكن هناك منطقة وسطى بين "فتح كل الحدود" و"إغلاق كل الحدود"

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه