A PHP Error was encountered

Severity: Notice

Message: Undefined variable: link

Filename: views/main.php

Line Number: 115

" />
2015-10-10 

دُور الفتيات» .. هل هي مهيأة؟

< يعترينا الحزن والألم حينما نسمع حالة انتحار، ولاسيما من فئة الشباب، تشعر بتوهانهم وضياعهم وافتقارهم إلى الاحتواء والحنان، واستسلامهم لليأس. اطلعت على ما كتب في صحيفة «الوطن» (عدد 5444)، عن انتحار عشرينية في دار الفتيات في مكة المكرمة، بعد دخولها إلى هذه الدار للمرة الثانية، من والدها، وهو ما ينبئ أن هناك خللاً ما! وقد حدث داخل الدار مشكلة بين هذه الفتاة وبين الفتيات المقيمات في الدار، وهو ما أجبر إدارة الدار على حبس الفتاة انفرادياً، ومن ثم اكتشفوا إقدامها على الانتحار شنقاً. سؤال يخطر على بال متخصص: لماذا رجعت الفتاة للدار للمرة الثانية؟ ما الأسباب الأخرى التي تعاني منها الفتاة والأسرة؟ هل أسباب فقدان التواصل بينهما، أم هناك بعد آخر في نفسية الفتاة؟ هل الموظفات في دار الفتيات مؤهلات للتعامل والتواصل مع هؤلاء الفتيات؟ وهل هذه القرارات مدروسة أم عشوائية؟ كل تلك الأسئلة توضح مدى خطورة التعامل منذ البداية مع فتياتنا، إذ لابد من أن نعرف كيف هي تربيتنا لهم، من حيث توفير بيئة حنونة ومستقرة تحوي كل تلك التناقضات في أبنائنا وبناتنا، وفهم ما يمرون به من تغيرات جسدية ونفسية ومعنوية، لذا مهم جداً معرفة طريقة تعاملنا معهم، في احتواء هذا التناقض، سواءً أكان في فكرهم، أم القرارات التي يتخذونها، أم النظرة للحياة بشكل عام. ما يغيب عنا أن أبناءنا لهم توجهات مختلفة، وأن العصر الذي نعيش فيه مليء بالتغيرات التي تختلف عن العصر الماضي، وهنا مهم معرفة كيف نتعامل معهم بالليونة والاحترام، وأهم من ذلك الاستماع لهم؛ لأن الاستماع يفتح باب التواصل معهم ومعرفة مما يشتكون أو يعانون، الاستماع يشعر أبناءنا بقيمتهم ومكانتهم، وهو ما يعزز الثقة في أنفسهم، فيجعلهم أقوياء في التصدي لأي ضعف يحدث لهم، سواءً أكان ضعفاً معنوياً أم عاطفياً أم دراسياً؛ لأننا إذا لم نستمع إليهم سيذهبون إلى غيرنا، ممن يستمع إلى حديثهم وشكواهم، ويبث لهم النصائح التي ربما تكون خاطئة ومدمرة. ما يخفي علينا أيضاً أن بعض أبنائنا ربما يعانون شيئاً نفسياً أو تناقضات وجدانية، وهذا يتطلب تشخيصهم من الناحية الطبية؛ لأن بعض الأهالي يعاملون أبناءهم كالأصحاء تماماً، هناك فرق إذا كان ابني أو ابنتي تعاني من حالة اكتئاب أو اضطراب وجداني أو أي شيء آخر؛ لأن ذلك يتطلب تعاملاً خاصاً وعلاجاً، وبعض الأمراض لا تظهر بشكل واضح، فقط علامات بسيطة يتوقعها الأهل عادية، لذا عندما تحدث مشكلات متكررة لأبنائنا علينا التأكد من الوضع النفسي، وأيضاً التأكد من الوضع الاجتماعي وكيف تتم طريقة تعاملنا وتواصلنا معهم بمحبة أو العكس بقسوة واضطهاد من دون أن ندرك. عملية الانتحار ليست سهلة، بل توضح معاناة من يقدم على ذلك أنه وصل إلى مرحلة بائسة وخانقة أن ينهي حياته ويرتاح. لهذا نحتاج إلى وعي نحن كأهل في طريقة تعاملنا مع أبنائنا ومعرفة ظروفهم النفسية والمعنوية، والأخذ على أيديهم وإصلاح شأنهم، وربما إصلاح شأننا نحن أيضاً، نعم هل نحن نعي تماماً كيفية التعامل معهم، أم نريد منهم نسخة طبق الأصل منا؟! الحياة تغيرت وهؤلاء الأبناء يعيشون عالماً مليئاً بالفوضى والصراعات التي لا تنتهي، لذا أمامنا كأهل مسؤولية كبيرة وتحدٍّ أكبر أولاً. ثانياً: هذه الدُّور الخاصة بالفتيات أو الفتيان، من الضروري جداً أن يكون بها اختصاصيون نفسيون واجتماعيون، لديهم المهارة في كيفية التعامل مع فئة حساسة ومرهفة ومتناقضة، الطرق التقليدية في الصراخ وإرسال سيل من الأوامر انتهت فلا تنفع معهم، لابد من أن تدرس كل حالة على حدة، وبتفصيل ومعرفة أين الخلل، هل هو في مفاهيم الأسرة؟ وهل هذا الخلل في الفتيات والفتيان، بمعنى أنهم يحتاجون إلى تعديل سلوكيات؟ وكيف يتم ذلك بطريقة مدروسة وليست عشوائية، من خلال الجلسات العلاجية السلوكية الواعية التي تستطيع أن تعطيَهم المساحة، للتعبير بما تجول به أنفسهم؛ لكي نعرف أين الخلل ومما يعانون، وهذا لن يتم إلا من خلال هؤلاء الاختصاصيين، لذا كان وجودهم ضرورياً في دار الفتيات، أو الدُّور الأخرى: دُور الأيتام، أو دُور الملاحظة وغيرها، هذا يجنبنا إصدار أوامر العقاب عشوائياً. لا يكفي أن نأخذ هؤلاء ونحبسهم في الداخل من دون علاج حقيقي، ونكتفي بالنظر إليهم مذنبين. هي مسؤولية الجميع الأسرة والدور في مساعدة هؤلاء التائهين.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه