2015-10-10 

جرأة الخواجات في نفي المعلومات

مشاري الذايدي

لا ريب في أن دول أوروبا، الغربية منها خاصة، تتمتع بنظم سياسية راقية، تحفظ للإنسان كرامته. أوروبا تئن حاليا مع تفاقم كارثة اللاجئين السوريين بسبب فجور النظام الأسدي، ببراميله المتفجرة - براءة اختراع إيرانية - وشبيحته، وغازاته السامة، وبكل الميليشيات الشيعية من أفغانستان إلى العراق إلى لبنان. ومن جهة ثانية بسبب فظائع دولة «داعش» السوداء من حز الرؤوس وشي الأجساد والتفنن في قذر الشرور والإجرام. أين يفر الرجل والمرأة والشيخ والطفل في سوريا؟ في هذا الجو المتوتر، خرجت أصوات إما جاهلة، أو مدمنة لكراهية دول الخليج، لترمي باللوم، بكل صفاقة، على كاهل دول الخليج، وتركيا، والأردن ولبنان. من هذه الأصوات المريضة بكره الخليج والعرب هذه النماذج: الصحافي البريطاني اليساري روبرت فيسك، حيث سأل في صحيفته «الإندبندنت» البريطانية عن: سبب حرص المهاجرين على التوجه إلينا، نحن «(الكفار) طلبا للمساعدة، بدلا من الذهاب إلى دول الخليج الثرية مثل السعودية». واتهم تركيا والأردن ولبنان بعدم استقبال السوريين. وقال أكثر من ذلك. ومن هؤلاء أيضا جورج كاري قس كانتربيري السابق، حيث قال في صحيفة «الديلي تلغراف» البريطانية، بعدما شجع حكومة بلاده على التركيز على إنقاذ المسيحيين السوريين: «ألم يحن الوقت لتفتح دول الخليج أبوابها للمهاجرين السوريين المسلمين». هذا غيض من فيض «بعض» الإعلام الغربي، وكما سلف، لا جدال في الموقف الإنساني المشرف لبعض الدول الأوروبية «الغربية» تجاه مأساة اللاجئين السوريين، وفي المقدمة حكومة مستشارة ألمانيا إنجيلا ميركل، والحكومة البريطانية، كما المبادرات الراقية لجهات مدنية أخرى، مثل ناديي بايرن ميونيخ الألماني، وريال مدريد الإسباني، بالتبرع لصالح اللاجئين السوريين. نحن هنا نتحدث عن ظلم لمن ساعد وساند، بجهل ربما، مثل قس كانتربيري، أو بعلم، مثل فيسك، تجاه دول المنطقة التي ساعدت. وعزف على نغمتهما أمشاج من «نشطاء» العرب! للتذكير فتركيا تستضيف، كما قال رئيس الحكومة التركية، أكثر من مليوني لاجئ من سوريا والعراق. أما السعودية وحدها، فقد منحت أكثر من مليون لاجئ سوري حق الإقامة، وصدر أمر ملكي بقبول 100 ألف طالب من أبناء اللاجئين السوريين بالجامعات السعودية، إضافة لأن السعودية أكبر داعم لمخيمات اللاجئين السوريين بلبنان والأردن. ناهيك باليمنيين وغيرهم. الأردن لبنان مصر، تحملت مئات الآلاف من اللاجئين السوريين، حسب مفوضية الأمم المتحدة. السؤال ليس هذا، لكن من الطرف المتخاذل من بداية الأزمة عن غوث السوريين بشطب نظام الأسد، كما فعلوا مع نظام القذافي؟ أليس إعاقة الغرب للحزم بسوريا؟

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه