2015-10-10 

خدمة الحجاج شرفٌ تقابله مسؤولية جسيمة

أيمـن الـحـمـاد

منّ الله على هذه البلاد بأن وهبها شرف خدمة حجاج بيت الله الحرام الذين يتوافدون أفواجاً مليونية إلى أطهر البقاع وأشرفها على وجه البسيطة، يدفعهم الحنين والشوق والرغبة في أداء ركن دينهم الخامس، فالحج منذ أن فُرض لايزال مسؤولية كبرى، فتأمين الطرق والخدمات كانت تحدياً للقائمين على هذا البيت العتيق. واليوم يفخر ويفاخر حكامنا بحملهم لقب خادم الحرمين الشريفين ويبذلون كل ما في وسعهم من أجل أن يؤدي الحاج والمعتمر فرضه بكل سهولة وسلاسة وسلامة، فشرف خدمة الحجاج تقابله مسؤولية ضخمة وكبيرة، ولا مجال هنا لمقارنة أعداد الأمس بأعداد اليوم، فزيادة العدد يترتب عليها زيادة في كل شيء على المستوى الاقتصادي والأمني والصحي والخدماتي، وتوسّع في المرافق والبنية التحتية واستعدادت طوال العام، فما أن يفرغ الحجاج من حجهم حتى يبدأ الاستعداد للموسم المقبل، فهي دائرة عمل لا تنتهي ولا تنقطع. خلال الحج تبرز تحديات ضخمة؛ إذ يحاول البعض أخذه إلى أبعاد أخرى لا تمس أو تتعلق بالبعد الديني الطاهر، ولا تستقيم وشعيرة الحج التي يقبل فيها المسلمون على الطاعة والعبادة، فيلجأ هؤلاء قبل هذا الموسم لإطلاق دعايات سياسية مستغلين هذا الحشد، وهو أمرٌ لا تقبله المملكة ولا تتهاون في إطلاق يدها ومنعه، فالحج ركن ديني لا يجوز ولا ينبغي أن يُستغل بهذا الشكل الذي يتنافى مع مقاصده التي تحث على الإخاء والمساواة ونبذ الفرقة والتعصب والتحزّب. كما أن المملكة ترى أن مسؤولية هذه الحشود وسلامتها أمرٌ دقيق، وضبط المشهد الأمني من صميم عملها الذي يحظى بمتابعة مباشرة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إذ يقف شخصياً على التجهيزات الأخيرة لهذه المناسبة التي يتابعها ويراقبها المسلمون في أقاصي الأرض، وكذلك من قبل سمو ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف رئيس لجنة الحج العليا، الذي قال بأن التعامل بأقصى درجات الحزم سيقابل أي تصرف يخالف الأنظمة والتعليمات المرعية حين أداء شعائر هذا الركن العظيم.. فسلامة الحجاج أولوية لدى القيادة السعودية. إن المواطن والمقيم اليوم معنيان بتسهيل إدارة موسم الحج من خلال التفاعل والتعامل بإيجابية مع القرارات والقوانين الصادرة؛ خصوصاً التي تحث على إعطاء الفرصة لمن لم يسبق له أداء هذا الفرض لاسيما مع التوسعة الضخمة التي تشمل اليوم المسجد الحرام، وتتسبب في إحداث ضغط وزحامٍ إضافيين.. لذا كان الوعي ضرورة لدى حجاج الداخل بالالتزام بالقوانين التي تم وضعها وعدم الحج إلا بتصريح.. فنحن يجب أن نكون أكثر وعياً، وقدوة لكل الحجاج، وكذلك عوناً للقائمين على هذه الشعيرة العظيمة.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه