2015-10-10 

دروس... من عيد الأضحى المبارك !

تركي العازمي

الدرس الأكثر تأثيراً هو خبر وفاة عدد كبير من الحجاج إثر تدافع الحجاج في مشعر منى صباح أول أيام عيد الأضحى المبارك رحمة الله عليهم جميعا، وإنها لموتة كريمة وإنا لله وإنا إليه راجعون وهنا نود توجيه الشكر للشقيقة المملكة العربية السعودية على حسن رعايتهم لضيوف بيت الله الحرام. والدرس الثاني يخص «الجزارين العليمية» الذين انتشروا بين شوارع المناطق السكنية على الرغم من أن الدولة قد وفرت مسالخ موقتة لكن من وجهة نظري ان عدد الجزارين بحاجة لزيادة حيث شهدت تلك المسالخ الموقتة ازدحاما كبيرا نظرا لقلة الجزارين. أما الدرس الثالث فهو موضوع تطرقنا إليه قبل سنوات عدة... فعلى الرغم من حظر البلدية نشر إعلانات التهنئة بالعيد ألا إنها لوحظت بكثرة في عيد الأضحى وبعضها قد تسبب في إعاقة السير لحجبها مدى الرؤية حول جنبات الطرق ونتمنى من السادة المسؤولين في بلدية الكويت محاسبة كل من خالف وتسبب في الربكة المرورية (اللي مو ناقصة )! والدرس الذي أحب أن أتناوله من جانب اجتماعي فهو موضوع انتشار التهنئة عبر الرسائل النصية أو الوسائل الاخرى والتي اكتفى مرسلوها بها كتعبير عن تهنئتهم عوضا عن مباشرة أجمل ما يزين مناسبة العيدين الفطر والأضحى حيث اعتاد أحبتنا على زيارة بعضهم البعض لتقديم التهنئة. هناك خلل أوجدته التكنولوجيا الحديثة في التركيبة الثقافية لمجتمعنا... فلو ان الكويت كبيرة بمساحتها ويتعذر على مرسل التهنئة تقديم واجبه تجاه محبيه خصوصا للكبار في السن لتقبلنا الأمر. جرت العادات الكويتية على أن يقوم أفراد العائلة بالتنقل بين دواوين المنطقة لتقديم التهنئة بالعيد وعند فترة الظهيرة يتوجه الجميع لديوانية أكبرهم سنا. لم تعد هذه العادة الحسنة معمولاً بها مع بالغ الأسف... وبعضهم تجده «يترزز» عند دواوين بعض النخبة ويترك أقرب الناس إليه على الرغم من أن صلة الرحم مقدمة على كل شيء وهي من الحقوق العشرة التي أمر الله بها أن توصل في قوله تعالى «واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى» وقطيعة الأرحام كما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم مانع من دخول الجنة مع أول الداخلين. صلة الأرحام تعزز الألفة والمحبة بين الأقربين والاخوة ويندرج أثر حسن التواصل بين أفراد المجتمع على أمور كثيرة فحتى لو كانت بينك وبين طرف آخر مسألة خلافية فإن التواصل يخفف من أثرها وقد يزيلها لو ان طرفاً من الأطراف أبدى أسفه ولو بطريقة غير مباشرة. على المستوى الاجتماعي... نحن بعد أن أشغلتنا الظروف المعيشية وأزعجتنا إفرازات بعض مواقع التواصل الاجتماعي أصبحنا في عزلة عن بعضنا البعض وكل يأخذ موقف معين من دون أن يبادر بالتي هي أحسن. لذلك٬ فالجهات المعنية بالسلوك الاجتماعي من وزارة الإعلام ووزارة الشباب والرياضة والصحف والقنوات الإخبارية ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي مطالبة بنشر التوعية اللازمة إزاء صلة الأرحام والتواصل الفعلي من خلال الزيارات للأقارب والأصدقاء، كي نقوم الاعوجاج في التركيبة الثقافية الطارئة ونعود إلى رشدنا وتزال كل العقبات أمام حسن التواصل والمحبة والاخاء بين فئات المجتمع من جهة وبين أفراد العائلة الواحدة من الجهة الاخرى. صحيفة الرأي الكويتية

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه