2015-10-10 

هل تصل الرسالة قبل فوات الأوان؟!

محمد الحمادي

عاد علم اليمن بالأمس يرفرف خفاقاً على سد مأرب، بعد أشهر من سيطرة الحوثيين والانقلابيين عليه، ولم يكن العلم اليمني يرفرف وحيداً، فكما كانت قوات التحالف ترافق الجيش اليمني، فقد كان العلم اليمني في مقدمة أعلام دول التحالف العربي هناك، على ذلك السد التاريخي، الذي يحمل من الرمزية الكثير، لكن الأكثر أهمية هو أنه انتصار على الإرهابيين والانقلابيين والعابثين بأمن واستقرار البلاد، والمستخفين بأرواح الأبرياء والمدنيين. لعلَّ الرسالة التي نريد توصيلها إلى العالم، خلال المؤتمر العالمي المنعقد في نيويورك، بعنوان «مكافحة الإرهاب»، تؤتي ثمارها، وتجد آذاناً مصغية، فالعنوان الذي ينعقد تحته المؤتمر يضيق بالموضوع والقضية، لأن المواجهة لا بد أن تكون مع الإرهاب بكل مسمياته وأشكاله وألوانه.. وخصوصاً أن هذا المؤتمر يأتي متزامناً مع اجتماعات الدورة الثلاثين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، حيث نظمت بعثة اليمن الدائمة لدى الأمم المتحدة في جنيف حدثاً جانبياً على هامش أعمال الدورة، لفضح الجرائم التي قامت بها ميليشيا الحوثي وأتباعها من قوات المخلوع صالح في اليمن منذ عام 2012، وبعد استيلائها على السلطة بالقوة المسلحة، وتم خلال هذا الحدث كشف انتهاكات الحوثيين وصالح في حق الأطفال والنساء والمدنيين، وقيامهم بأعمال ترقى إلى جرائم إرهاب وحرب. والوضع في اليمن يجعلنا نذكّر المجتمع الدولي بأنه، كما أن هناك تحالفاً دولياً يضم ستين بلداً لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، فإن هناك تحالفاً عربياً لمواجهة جماعة الحوثي الإرهابية في اليمن، وإذا كان التحالف الدولي ضد «داعش» ما يزال بعيداً عن النصر الحاسم، فإن التحالف العربي ضد الإرهاب في اليمن يحقق انتصارات على الأرض، ولن يكون آخرها تحرير مأرب وسدها التاريخي، بل هي مقدمة لتحرير صنعاء واليمن كله من قبضة الإرهابيين الانقلابيين المخالفين للشرعية. والإمارات القوية والمنتصرة مع الحكومة اليمنية والتحالف العربي شريك فاعل في التحالفين الدولي والعربي لمكافحة الإرهاب، لذلك عندما تتحدث الإمارات عن ضرورة التعاون الدولي لمكافحة هذه الآفة البغيضة، فإنها تتحدث من موقع الشريك الفاعل، ومن موقع الذي يعي تماماً أن الإرهاب لا ينبغي تصنيفه أو النظر إليه بعين واحدة أو التعامل معه بمعايير مزدوجة وبطريقة الكيل بمكيالين، فليس من الصواب أبداً أن ينظر المجتمع الدولي إلى جماعة الحوثي وصالح الإرهابية على أنها حزب سياسي ينبغي الجلوس معه على طاولة المفاوضات، وكما ضرب «داعش» بكل القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية عرض الحائط، فعل الحوثي الشيء نفسه، فدمر وأباد وارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. رسالتنا للقمة العالمية في نيويورك أن الإرهاب ليس «داعش» فقط، وأن قصر مفهوم الإرهاب على «داعش» سيؤدي إلى تمدد هذه الآفة وانتشارها السرطاني في العالم كله، فالإرهاب - وجوه كثيرة لعملة واحدة - والحوثي وصالح أحد الوجوه القبيحة لهذه العملة الرديئة، فهل يحسم العالم موقفه من الإرهاب، أم أن الأمور ستراوح مكانها ويزداد الإرهاب انتشاراً وتغولاً؟ لعلَّ الرسالة تصل قبل فوات الأوان؟! *المواجهة لا بد أن تكون مع الإرهاب بكل مسمياته وأشكاله وألوانه *الإمارات القوية والمنتصرة مع الحكومة اليمنية والتحالف العربي شريك فاعل في التحالفين الدولي والعربي لمكافحة الإرهاب نقلا عن الاتحاد

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه