2015-10-10 

الإخوان... ثمانون عاما من الخيانة؟

سعيد بن محمد القاضي

ثمانون عاما من التخطيط والتآمر وتشويه الدين بحزبية ليست من الدين في شيء. ثمانون عاما وهم يرفعون شعارات حق يراد به باطل، (الإسلام هو الحل، الحاكمية، وحدة المسلمين). ومن رحم هذه الشعارات وُلدت جماعة التكفير والهجرة، والجهاد، والناجون من النار، وصولا للقاعدة التي أنتجت داعش والنصرة. إنها جماعة الإخوان المسلمين، والذين أطلق عليهم العلامة الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله ((الخوّان، والإخوان المفلسين))، هذه الجماعة أخذت من الماسونية العمل السري المنظم ومن ذلك قسم الولاء للتنظيم على حساب الوطن، والدولة القومية، هذا إن لم تكن هذه الجماعة الإرهابية إحدى فروع الماسونية. إن تاريخ هذه الجماعة الأسود حافل بقصص وروايات حول مؤامرات وخناجر مسمومة اعتادوا على غرسها وأتقنوها بذكاء في ظهور حلفاء الأمس عند انتفاء الحاجة لهم. ومع هذا فقد سعوا إلى رسم صورة مثالية لهم أمام الجماهير المأخوذة بشعار ((الإسلام هو الحل))، والحالمة بوحدة إسلامية تعيد للأمة الإسلامية كرامتها وعزتها، وغاب عنهم أن العزة والتمكين تكمن في الأخذ بأسباب العلم والمعرفة، ودفع حركات التنوير والتعليم والبحث العلمي، بالتزامن مع التمسك بثوابت الدين القويم. الدين الإسلامي دين علم وإيمان، وأكثر انفتاحا في مسائل الثابت والمتحول عبر الأزمان ، ولا يتقاطع مع العلم والمدنية ، إلا أن هذه الجماعة دأبت على استغلال مشاعر الجماهير بشعارات جوفاء خاوية لغايات حزبية ضيّقه مستغلين الدين، و الذي أفرغوه من محتواه و من جوهره ، و جعلوا منه شعارات براقة سوقوها في الداخل و الخارج أظهرت الدين الإسلامي أمام الآخر على أنه دين إقصائي دموي لم يكن أن ينتشر لولاء السيف و هذا مغاير للحقيقة تماماً ، و لكن بسبب من خوائهم الفكري و أهوائهم التي جعلوا جُلّ همهم الوصول للسلطة و الحكم مستغلين شعارات "الحاكمية، الإسلام هو الحل، و توحيد المسلمين ، و إعادة دولة الخلافة "، وهم يدركون تماماً بأن مثل هذه الشعارات مستحيلة و أنهم غير صادقين في ذلك وشعاراتهم لا تعدو كونها سوى أحلام العصافير، و لكنه مخطط رُسم في غرف مظلمة وما هم إلا أدوات سواء أدركوا ذلك أم لم يدركوا . استدار الزمان و أُحكِمت خيوط المؤامرة التي ظن من حاكها أنه آن الأوان لقطف ثمارها ، فأعطت الدوائر الاستخبارية المعادية لهذه الجماعة الضوء الأخضر بأن تقوم بتنفيذ مخططاتها الإجرامية لتفتيت الأمة ، وكانت الفوضى، وكان الخراب و الحريق، و كان الربيع العربي ،الذي أخذت الدوائر المعادية تبشر به وتعلن أن شمس الحرية بدأت تشرق على دول الربيع العربي ، و طار بعض المغرر بهم بذلك مأخوذين بمصطلح الحرية المزعومة فكان الخراب و القتل و التشريد و تدمير الاقتصاد و انعدام الأمن في دول الربيع العربي و استحال الربيع الذي يبشرون به صيفاً لاهباً . إن النكسات المتتالية وظهور كتائب القتل والتكفير ممثلة في تنظيم داعش الإرهابي وجبهة النصرة والتي وحدت العالم لمحاربتها والتخلص منها، وإن كانت هناك شكوك حول ظروف تكوينها وتمويلها وبالذات داعش، وإن هناك قوة عظمى ورائها إلا أن الرحم التي خرجت منه هذه الجماعة الضالة (جماعة الإخوان) التي ما عرفها العالم العربي إلا وعرف الخراب والدمار والدم، والخناجر المسمومة. هذه النكسات كشفت لكثير من المغرر بهم ممن غلبتهم عاطفتهم الدينية بأن هذه الجماعة التي أنتجت بفكرها المنحرف ثقافة القتل والتكفير والتدمير بأنها أساس البلاء وهي خطر داهم يتهدد بلادنا العربية والإسلامية. ثمانون عاماً من الخيانات والمؤامرات والحقد الأسود لأغراض وغايات حزبية تبخرت أخيراً بعد انكشاف الغطاء وسقوط الأقنعة، وحّدت الجهود لمحاربة هذا الفكر المنحرف والذي جر الويلات على دول المنطقة وامتد خطره إلى تلك القوى الخفية التي ساهمت في بناءه بالدعم المباشر وغير المباشر. ولولا إدراك هذه الدوائر المعادية أن خطر هذا الفكر سيطالهم لما بدأت في السعي لتغيير قواعد اللعبة بتغيير اللاعبين، والملعب، وصناعة تنظيمات تحمل نفس الروح والرسالة المشروخة التي رفعها الإخوان زوراً وبهتاناً ثمانون عاماً، وفشلوا والله الحمد فشلاً ذريعاً بسبب من فطنة شرفاء الأمة. علماء وساسة ومفكرين، وحدوا جهودهم وكثفوها لتطهيرها من هذا الفكر المنحرف التي أتت به هذه الجماعة ولعل الأحداث الراهنة قد أسهمت في تنبيه الأمة جمعاء من خطر أي تنظيم يرفع شعار الدين، لذا فأن كافة الجماعات والتنظيمات الإرهابية التي يراد لها أن تحل محل هذه الجماعة الشيطانية ستواجه بقوة وحزم وشراسة لاستئصال شآفتها. ثمانون عاماً من التخطيط والخيانة والقتل والتدمير حتى ظنوا أنهم حققوا مبتغاهم بالوصول إلى سدة الحكم، والذي ما أن تمكنوا منه حتى انكشفت سوءاتهم فأسقطتهم الجماهير التي رفعتهم في عامٍ واحد، وكفى الله الأمة شرورهم. نعم قد تطول معركة التخلص من فكرهم ولكنهم وفكرهم إلى زوال وقد بدأت مزبلة التاريخ تتلقفهم شخوصاً وتنظيمات وفكر.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه