2015-10-10 

أمة خارج الزمن

فاروق جويدة

الشيء المؤكد الآن ان الرئيس بوتين نقل المواجهة من أوكرانيا والقرم إلى الشرق الأوسط وجاء لكى يحارب الجيش الروسى فى سوريا على بعد أمتار من إسرائيل وخطوات من بترول العراق والخليج وفى قلب المياه الدافئة فى البحر المتوسط جنوب اوربا .. انه دور شطرنج بارع لعبه الرئيس بوتين بدعم من الرئيس السورى بشار الأسد الذى فعل كل الأشياء فى شعبه ابتداء برحيل 8 ملايين مواطن عن بلادهم وانتهاء بمئات الآلاف من القتلى .. ان وجود قوات برية وجوية وبحرية روسية على الأراضى السورية ليس أمرا بسيطا فى حسابات الحروب والمواجهات والسياسة ان أمريكا تعيش مفاجأة كبرى خاصة ان إيران دخلت على الخط مع الروس وأرسلت قوات برية إلى سوريا لتحارب جنبا إلى جنب مع الجيش الروسى كما ان العراق الدولة والحكومة طلب رسميا دخول الجيش الروسى إلى أراضيه لمواجهة داعش رغم وجود القوات الأمريكية .. ان هذا يعنى ان العراق يرى ان أمريكا فشلت وان الروس أكثر شجاعة وجرأة وان العالم العربى يعيش اسوأ حالاته انقساما وتفككا وضياعا وكل من يجد حائطا يستند عليه حتى لو كانت قوات احتلال أجنبية لأن أى شىء أفضل من داعش وقطع الرقاب .. لو ان اى محلل سياسى واستراتيجى من عمالقة التحليل قال هذا الكلام يوما لدخل مستشفى للأمراض العقلية بحكم قضائى .. ولكن ان يبقى الرئيس الأسد فى السلطة رغم كل ما حدث وان تحارب روسيا بجيوشها على الأرض العربية وان تجد أمريكا نفسها فى موقف لا تحسد عليه ما بين وجودها فى العراق واتفاقها مع إيران وإصرارها على رحيل الأسد وما تنتظره إسرائيل وسط هذا كله .. حسابات تغيرت وشعوب لم تعد تملك شيئا من مقدراتها وحتى الغرب الذى قامت يوما ضده الثورات يجد الآن من يستجديه ان يعود محتلا ومستعمرا لدول حاربت يوما من اجل استقلالها والآن لا استقلال ولا أوطان .. واكتب على القبر هذى امة رحلت لم يبق من اهلها ذكر ولا أثر. * نقلا عن "الأهرام" المصرية

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه