2015-10-19 

أسباب فشل الجيش السوري رغم المساندة الروسية

أثار فشل الجيش السوري في تحقيق أي مكاسب استراتيجية ميدانية في الهجوم البري الذي يقوده على جبهات عدة في البلاد ويروج له عبر اعلامه تحليلات الخبراء لاسيما بعد مرور نحو ثلاثة اسابيع على بدء الغارات الروسية الكثيفة المساندة له.

 

وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية ربط المحللون الفشل النظامي بالارهاق الذي يعاني منه الجيش بعد اكثر من اربع سنوات من الحرب، فضلا عن رغبة موسكو في مساعدة النظام على احكام امساكه بمناطق سيطرته اكثر من رغبته بمساندته لاستعادة مناطق اخرى.

 

ويرى الباحث في الشؤون السورية في مركز كارنيغي يزيد صايغ لوكالة فرانس برس أنّ المساهمة الجوية الروسية وحدها غير قادرة على ترجيح الكفة لصالح النظام خصوصًا مع وجود ثغرات ونقاط ضعف كثيرة لدى القوات البرية السورية".

 

ويوضح صايغ الجيش السوري استعاد معنوياته بعد التدخل الروسي الذي شد ايضا العزيمة السياسية لدى النظام ومناصريه ، إلا أنّه على الرغم من اشتداد حدة المعارك في ريف حماة الشمالي فانها "فعليا لم تقلب الموازين".

 

ولا يقتصر الامر على ارهاق الجنود فحسب، اذ يشير خبير عسكري عمل في سوريا لوكالة فرانس برس رافضا الكشف عن اسمه الى ان الطائرات الحربية السورية "استنفدت خلال الاشهر الاخيرة معظم ذخائرها عالية التقنية"، وهو ما يبرر استخدامها للبراميل المتفجرة.

 

ويوضح كريم بيطار الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس لوكالة فرانس برس ان "التغييرات الميدانية ضئيلة الى حد ما على الرغم الحملة الدعائية التي تواكب عمليات قوات النظام"

 

ويرى ان "الروس من الناحية العسكرية يسعون في الغالب الى الحفاظ على الستاتيكو القائم وضمان امساك الاسد بالمناطق التي لا تزال تحت سيطرة قواته".

 

ويضيف "في هذه المرحلة لا يرغب الروس باستعادة المناطق التي سبق للنظام ان خسرها".

 

ويرى كريس كوزاك الباحث في معهد دراسات الحرب الاميركي أن "قوات النظام تكبدت خسائر فادحة في العديد والعتاد بمواجهة صمود الفصائل، على الرغم من الغطاء الجوي الروسي ودعم المجموعات المسلحة لقوات النظام في محيط سهل الغاب".

 

ويقول في تقرير بعنوان "الهجوم السوري الايراني الروسي المشترك يحقق مكاسب محدودة"، ان الجهات الداعمة للنظام السوري قد تجد نفسها مضطرة لمضاعفة دعمها "المالي والعسكري بهدف الحفاظ على المكاسب الاولية فقط".

 

ولا يستبعد التقرير أنّ يؤدي استمرار تكبد النظام للخسائر الى جعل "القوات الموالية للنظام عرضة لهجوم مضاد من الفصائل السورية".

 

لكن محللين قريبين من دمشق يعيدون البطء في احراز تقدم ميداني الى ان "الاشتباكات لا تزال في بدايتها".

 

ويقول الخبير العسكري نفسه الذي سبق وعمل في سوريا في هذا الصدد "من المبكر جدا الحديث عن انجازات للجيش السوري، فالعملية الدائرة حاليا في ريف حماة الشمالي مثلا ستحتاج الى تسعين يوما للحصول على نتائج فعلية".

 

ويتفق وليد سكرية، الخبير العسكري والنائب عن حزب الله في البرلمان اللبناني مع المصدر العسكري، ويقول "حتى لو مر اسبوعان (على التدخل الروسي) يواجه الجيش السوري كامل قوة الفصائل، ومن هنا يعتبر بطء العمليات منطقيا في هذه المرحلة الاولى".

 

ويضيف "يجب ان ننتظر ان تضعف الفصائل المقاتلة، لنتحدث عن وتيرة اسرع للتقدم".

 

ويقدر محللون ان الجيش السوري الذي بلغ عديد قواته المقاتلة 300 الف عنصر قبل بدء النزاع عام 2011، خسر نصف عناصره الذين قتلوا خلال المعارك او انشقوا.

 

ووفق حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الانسان، تجاوزت خسائر قوات النظام البشرية منذ بدء النزاع خمسين الف جندي. ويضاف الى هؤلاء القتلى في صفوف المجموعات المسلحة الموالية وغير السورية، وبينها حزب الله اللبناني، التي تقاتل الى جانب النظام.

 

وكان الرئيس السوري بشار الاسد اقر ان "العقبة التي تقف في وجه القوات" مرتبطة اساسا "بمشكلة تعب"، تضاف الى "نقص في الطاقة البشرية" بعد اكثر من اربع سنوات على الحرب الدموية.

 

وبدأت موسكو، حليفة دمشق التي وفرت لها دعما سياسيا ودبلوماسيا وعسكريا منذ بدء النزاع عام 2011، شن ضربات جوية في سوريا في 30 سبتمبر. وبعد اسبوع.

 

وبدأ الجيش السوري بدعم من مقاتلين ايرانيين ومن حزب الله اللبناني عمليات برية واسعة على جبهات عدة في اربع محافظات على الاقل في وسط وشمال وغرب البلاد.

 

وعلى الرغم من اعلان روسيا الجمعة شنها حتى الان ضربات على نحو 500 هدف لتنظيم داعش، فان ذلك لم يكن كافيا لتحقيق اي تقدم ميداني نوعي.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه