بوادر حل... في سورية

عبدالعزيز الكندري

الرئيس الأميركي أوباما مشغول بالداخل الأميركي والاقتصاد أكثر من خارجه، لأنه يتذكر جيدا الأزمة المالية التي حدثت في 2008 والتي كادت أن تتسبب بطرد الملايين من وظائفهم لولا تدخل الحكومة الأميركية في الوقت المناسب ودعم هذه الشركات، وهذا ما يفسر عدم دخول الحكومة الأميركية في حروب بالمنطقة كما كانت في السابق، والأزمة السورية خير شاهد، فالأمر الذي تركته الولايات المتحدة الأميركية وقعت فيه روسيا بتدخلها العسكري في المستنقع السوري وفيه كلفة جدا عالية، لأن قرار الدخول قد يكون سهلا ولكن كيف سيكون الخروج منها؟

 

ولكن هل التدخل العسكري وبالطائرات يستطيع أن يقلب الموازين؟

 

لم يحدث ذلك، فمناطق النظام بدأت تتآكل، وفشلت كل الميليشيات والخبراء العسكريين والميدانيين الذين أتوا لمساندة النظام في حمايته، وبدأ الاستنزاف الكبير لكل مؤيدي النظام سواء من دول كانت تدعم على مدى أعوام فإذا بها أمام عجوزات اقتصادية هائلة من الصعب أن تخرج منها، وحزب الله الذي فقد صفوة كوادره في الدفاع عن النظام السوري والوقوف إلى جانبه كل هذه السنوات.

 

ومن يتأمل وينظر في زيارة الرئيس السوري إلى روسيا يلاحظ بأن حكم الأسد في سورية أصبح من الماضي، ولكن نقطة الخلاف الجوهرية على وقت ترك الكرسي وكيفيته، والرحلة كانت على درجة من السرية لدرجة أن حتى الدائرة القريبة من النظام لم تعلم بها إلا بعد انتهاء الرحلة، وبطائرة روسية وليست سورية، والكل حتى القريبين من صنع القرار السوري أصبح يدرك أن كلفة بقاء الأسد كل يوم تزيد في الكلفة أكثر، ولا أحد قادرا على حمايته وسط تقدم المعارضة كل يوم.

 

ولكن المحاولات الجارية الآن هي الإبقاء على النظام من دون الرأس، مع محاولة لإضاعة الوقت أكثر وإطالة أمد الحرب الدائرة من 4 سنوات، وزيادة معاناة السوريين وتدفقهم لأوروبا، وكل المحاولات التي كانت في السابق هي عبارة عن اتصالات وتسريبات للإعلام على التوصل لحل... نعم من غير الأسد ولك مع النظام وكأن المشكلة تلخصت فقط بالأسد.

 

الدول الداعمة للأسد عينها على مصالحها فقط، وهم يريدون نظاما آخر غير الأسد بنفس المواصفات الطائفية القمعية التي كان يتميز فيها النظام السوري، ولكن مرحلة ستة أشهر المطروحة كمرحلة انتقالية «تسليم وتسلم للسلطة» انتقالية غير كافية في نظرهم، فطلب الروس أن يكمل الأسد مدته، وهذا يعني إلى ما بعد عام 2020، وبعد هذا التاريخ تكون انتخابات أخرى!، وهذا أشبه بالخيال ولن يحدث.

 

وقال الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري برهان غليون إن الثورة السورية لم يكن لديها حلفاء وإنما أصدقاء، على عكس النظام الذي انخرطت إيران وحزب الله في دعمه ماليا وأمنيا وعسكريا، بينما وفرت روسيا غطاء سياسيا له في مجلس الأمن.

 

وفي رد على سؤال حول الأزمة السورية، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن «هناك مشاورات حول كيفية تطبيق مبادئ اتفاق جنيف1، عن طريق تشكيل هيئة انتقالية للحكم تضع دستورا جديدا، وتدير المؤسسات المدنية والعسكرية، وتحضر لانتخابات جديدة، وألا يكون لبشار الأسد دور في المستقبل».

 

هذه هي خلاصة المشهد السوري وما يريده المجتمع الدولي وهو ما ذكره وزير الخارجية السعودي إضافة إلى إخراج كافة المسلحين والميليشيات الطائفية من سورية، وكثرة القتلى من الميليشيات دليل على كثرة وجودهم بالصفوف الأمامية... ولكن أعتقد بأن الحل قريب.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه