الخليجيون المتشككون ينتظرون وعود الأسلحة الأمريكية

من واشنطن، خالد الطارف

من واشنطن، خالد الطارف: حالة من عدم اليقين تغلف العلاقات الخليجية الأمريكية، بعد أن شعر الحلفاء الأغنياء بالنفط، والمهددون باستمرار، بأن إدارة أوباما أعطت ظهرها لعقود طويلة من التحالف معهم، في منطقة غنية بالنفط والاضطرابات.

 

وعلى الرغم من أن الحكومة الأمريكية تصر دائما على لعب بورقة "الالتزام بأمن دول الخليج" إلا أن تأخر وصول شحنات الأسلحة، وتعثر بعضها، يسبب المزيد من القلق، ويدفع الحلفاء للتفكير في مصادر تسلح أخرى.

 

وتخشى دول الخليج العربية من أن تواصل إيران السعي لامتلاك القنبلة النووية، مشيرة إلى أن رفع العقوبات والإفراج عن الأرصدة الإيرانية المجمدة سيسمحان لطهران بتوسيع رقعة نفوذها في المنطقة بما في ذلك سوريا واليمن ولبنان.

 

وبسبب هذه الشكوك أكدت وزيرة سلاح الجو الأميركي ديبورا لي جيمس قبل أيام في معرض جوي في دبي، أن هنالك حرصا أميركيا على الضغط على البنتاغون لتسريع طلبات هذه الأسلحة، خصوصا الذخائر دقيقة التوجيه التي يحتاجه الحلفاء في حربهم في اليمن.

 

وتشارك دول الخليج في التحالف العالمي لمحاربة تنظيم داعش، وكذلك في التحالف العربي الرامي لإعادة الشرعية في اليمن، ما يجعل من استهلاك الذخيرة أمراً طبيعيا، نتيجة لكثافة الأعمال الحربية التي تنفذها قوات هذه البلدان.

 

ونقلت مجلة "فورتشن" الأميركية عن رومان شفايتزر، وهو محلل السياسات الدفاعية في غوغنهايم، قوله "إن الطلب على الذخيرة يبلغ حداً أكبر من المعتاد"، وهذا يمكن قراءته على أنه أيضاً يفوق قدرة المصانع الأميركية على زيادة الإنتاج.

 

ويقول شفايتزر: "أعتقد أن السؤال الأكبر هو: هل هذا هو الوضع الطبيعي الجديد؟ إذا كنت تتوقع أن عمليات مكافحة ISIS ستستمر لبعض الوقت هذا يعني زيادة الطلب أكثر، سيكون هناك قدر كبير من الإنفاق بغية استبدال هذه الذخائر ".

 

ويقول براد كوران، وهو محلل صناعة في فروست أند سوليفان "رفع الانتاج سريعا ليس مسألة سهلة، وهذا هو واحد من نقاط الضعف في الولايات المتحدة، كما أعتقد،". ويضيف: "إننا ننفق مليارات الدولارات على الأسلحة وبعض من هذه الأمور التي تعتبر أساسية قمنا بإهمالها".

 

ويشير إلى هنالك حلولاً يمكن القيام بها لتسريع تدفق الذخيرة ذات التوجيه الدقيق إلى حلفاء أميركا في الشرق الأوسط إذا لم تتمكن المصانع الأميركية من زيادة إنتاجها الحالي، وأهمها أن يتنازل سلاح الجو عن بعض ما يملكها منها، والحصول لاحقاً على الكمية ذاتها من المصانع المنتجة حال جاهزيتها.

 

يذكر أن الدول الخليجية قد اشترت نظما دفاعية صاروخية أمريكية الصنع مثل صواريخ "باتريوت" ومنظومات "ثاد" (Terminal High Altitude Area Defense). أما الآن، فتسعى إدارة أوباما لحمل حكومات هذه الدول على الاعتماد على تلك المنظومات لنشر الدرع الصاروخية المرجوة تنفيذا لمبادرة قدمها وزير الدفاع الأمريكي السابق تشاك هاغل في أواخر عام 2013.

وكان البرنامج الذي قدمه هاغل يسمح لمجلس التعاون الخليجي بشراء عتاد أمريكي كتكتل واحد والشروع في ربط شبكات الرادار وأجهزة الاستشعار وشبكات الإنذار المبكر بمساعدة أمريكية، غير أن تطبيق البرنامج تعرقل منذ البداية.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه