2015-11-17 

فواغي القاسمي و "حي البنفسج"

عن دار الفارابي، صدر للأديبة الإماراتية الشيخة فواغي بنت صقر القاسمي ديوانها الجديد "حي البنفسج"، الذي يعتبر من دواوين الشعر العربي التفعيلي الملتزم بقضايا الإنسان، والذي تقف فيه المرأة موقفاً عادلاً من الذات والآخر سواء أكان الحبيب أم الوطن. يحتوي الديوان على ثلاثين قصيدة تختلف بين الطول والقصر وبين القصائد الذاتية والغيرية. وهي تظهر من عناوينها كالآتي : إلهي مدد ، ترانيم ، احتضارات الفصول ، أحبك دون كلام ، سأحزم كل قافلتي ، ذاكرة،  لا غيبٌ ولا إحضارٌ ، المرايا الباكيات ، عشتار في حبي وفي غضبي، غابة النار ، فصل من رواية حي البنفسج ، أحبك حباً كما لم يكن ، غربة حائرة ، جرح النرسيس ، "رَدَن" ملاك شارد ، نور حياتي نورة ، غداً ستعود ، ياليته ما كان ، الليل يلبسها الهشيم ويرتقب ، إلى المرأة في عيدها ، كوني الفصول الأربعة ، لماذا رددت إلى الرسائل ؟  ماذا أقول للمساء ؟ حبيبي إليك أغني ، لماذا قسوت حبيبي علي ؟ ، ليس لأدمعي إلا الفرار ، أنا أفهم ، صهد السؤال ، ألقت بباقة الورد التي أحضرها ، ضياع .... ضياع ، إذا ما المساء أطل علي ، شاهدة الركام. في إحدى قصائد الديوان، تناجي فواغي الإله بقولها:

إلهي 
إليك أسوق الرجايا ...
تطوف خلالي 
فتشعل وجد هوى السالكين ... 
أريدك كشفاً 
ينير طريقي كالعارفين ... 
تبدد شكي 
وتجمع لي من ملهمات اليقين ...
فذاك التجلي 
يمزق عني رداء الظنون
فينزو أُجاج جحيم البدد ...
إلهي أغيب بدغل وجودي
فناء ...
لكيما أراك بسر التجلي 
إلهي الأبد ... 
تردد روحي إليك النداء 
إلهي مدد
إلهي مدد        

ولطالما حملت القاسمي هموم الوطن العربي، لذا فقد اختارت أن تختتم الديوان بقصيدة مؤثرة من الواقع المؤلم تصور الوضع الإنساني للإنسان السوري الذي تحويل البراميل المتفجرة بيته إلى ركام بل و تحول الوطن والتاريخ كذلك إلى ركام . كتبت القصيدة على لسان طفلة حقيقية كانت الناجية الوحيدة التي تم إنقاذها من تحت ركام منزلها :
 
وخرجت من تحت الركام
والشيب أغرق قلبي المفجوع
شكل فوق رأسي 
غيمة صماء تغرق في بياض غباره ... 
وخرجت من تحت الركام 
وبحثت عنك أبي 
بحثت عن أمي ... وعن أختي .. أخي 
وبحثت عن كتبي
وعن لُعبي 
فوجدت ساق أخي الصغير 
وبعض أجزاءٍ لأمي 
مزقاً من الأوراق 
تغرقها الدماء ...
وخرجت من تحت الركام 
والعين يملؤها التراب 
والأذن يصخبها 
صُراخ الياسمين 
متردداً في كل شبرِ 
من تراب الشام 
في درعا وفي البيضاء
في الريف الدمشقي الجميل 
وفي القُصير ...           

تعتبر القاسمي نفسها من رواد المذهب الشعري الكلاسيكي، رغم إدخالها شعر للنثر في بعض دواوينها. وقد عرفت كرائدة للمشاريع الثقافية حملت على عاتقها المساهمة الفاعلة في صنع مشروع ثقافي عربي. كما عرفت كناشطة إماراتية في منظمات الدفاع عن حقوق المرأة والطفل وكاتبة مسرحية. ولدت القاسمي في إمارة الشارقة، وحصلت على ليسانس الآداب في اللغة الإنجليزية والفرنسية.  صدر لها العديد من المسرحيات الشعرية أهمها "ملحمة عين اليقين" والتي عرضت على مسرح دار الأوبرا بالقاهرة عام 2002 ونالت استحسان وتقدير جميع من شاهدها خاصة من النقاد والأدباء والمثقفين، وأشاد بها نقاد المسرح المصريين. كما عرضت لها مسرحية "الإخطبوط"، ومسرحيتان شعريتان لم تجسد على خشبة المسرح بعد هما أبناء قابيل" و"ليالي". ولها في مسرح الطفل مسرحيات عديدة أهمها "أنهار الخيال"، "لا لحداثة الغذاء"، "مجاهيل لكن عظماء"، "طهر و نقاء". وللشاعرة دواوين عدة من بينها "ألم المسيح ردائي" وديوان "موائد الحنين" وهو خاص بالنصوص النثرية. كما تنشر نتاجها الأدبي في العديد من المجلات والصحف الورقية والمواقع الإلكترونية، وترجمت لها بعض القصائد إلى الإنجليزية والفرنسية. 

عرضت لها على خشبة المسرح العديد من المسرحيات الاجتماعية والوطنية ومن ضمنها المسرحيات التي قامت بتأليفها الشاعرة كملحمة "عين اليقين" التي تم عرضها إضافة إلى دولة الإمارات على مسرح دار الأوبرا بالقاهرة، و"الأخطبوط" التي تنصب حول إحياء نكسة احتلال الجزر العربية الثلاث "طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى" من قبل إيران. القاسمي شاعرة مطبوعة لها أفكار واجتهادات في النص الشعري، ويمثل الشعر لديها التصور الحالم للحياة والذي يصالح المتضادات بين الإنسان وبينها. 

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه