2015-11-23 

#معهد_الملك_عبدالله_لتقنية_النانو

مهند أبو عبيد

قبل سبع سنواتٍ من الآن، كنت أحد أكثر السعداء بإعلان إنشاء معهد الملك عبدالله لتقنية النانو في جامعة الملك سعود بالرياض. كان سر فخري لما تمثله تقنية النانو من علم سيغير شكل الحياة من حولنا لما هو أفضل، بالإضافة لوجودها تحت مظلة الجامعة التي تتلمذت فيها.

 

واليوم ولأول مرة، قمت بزيارة للمعهد بدعوة من عميدها وأستاذي السابق في كلية الصيدلة الدكتور أوس الشمسان للإطلاع على جهود المعهد وماتوصلوا إليه في أبحاث تقنية النانو.

وقبل أن أنقل لحضراتكم ما لمسته، يجب أن أوضح تقنية النانو لمن يجهل تفاصيلها، فهي أحد أهم العلوم الحديثة والتي تهدف لتحسين حياة الإنسان.

 

فهو ذاك النوع من العلوم التي لا نراها بالعين المجردة، ولكن عوائدها قوية جداً. فبكل بساطة، من الممكن أن تساهم تقنية النانو في تطوير نوع من الأقمشة لتجعله غير قابل للإشتعال عبر إضافة جزيئات صغيرة بحجم النانو للقماش.

 

ومن الممكن عبر تقنية النانو إضافة بعض المواد للحديد لتجعله لا يصدأ. كما أن هناك الكثير من الإستخدامات المفيدة لتقنية النانو والتي لا تعد ولا تحصى. فالنانو هو وحدة قياس صغيرة جداً لا ترى بالعين المجردة إلا أن فوائد هذه التقنية عجيب ورائع.

 

أعود إلى زياراتي لمعهد الملك عبدالله لتقنية النانو صباح اليوم، حيث وجدت فيه أحدث المعدات والمختبرات والأجهزة المتطورة لفريق بحثي خبير ومتكامل، بل إن بعض تلك الأجهزة تقوم بالإستفادة منها عدة جهات حكومية لجودتها وحداثتها. ووجدت تكثيفاً لجهود الأبحاث في مجالين تهم الوطن، الطاقة البديلة المتجددة وتحلية المياه. ففي مجال تحلية المياه، توصل العلماء والباحثون في المعهد لتطوير عمليات تحلية المياه عبر استخدامهم لتقنية النانو في تزويد الفلاتر بجزيئات كيميائية دقيقة تحسن من تنقية المياه من مختلف الشوائب والبكتيريا والمواد الأخرى بشكل أكثر دقة، مع منح الفلاتر مدة صلاحية أطول وبالتالي تقل تكلفة الصيانة.

 

وعبر تقنية النانو، نجح المركز في تطوير الخلايا الشمسية لتتحمل درجات الحرارة والأجواء الترابية التي تتمتع بها المملكة مما يجعلها تنتج ضعف الطاقة تقريباً. 

 

 ويهدف العلماء والباحثون في المركز خلال الأعوام الخمس القادمة إلى إنتاج منتج أولي لزجاج يحتوي على خلايا شمسية محسنة بتقنية النانو، ليقوم زجاج منزلك في المستقبل بتوليد الكهرباء المجاني لك ولأسرتك!

 

ويجب أن تعلم عزيزي القارئ بأن دور المعهد ليس التصنيع والإنتاج، بل البحث والإثبات العلمي المعتمد لفكرة!

بينما تحويل هذه البراءات إلى منتجات تجارية فهذا الأمر يعود للمصانع الوطنية ولرجال الأعمال. ومع بالغ الأسف، نشهد غياباً كبيراً لدورهم لأسباب نجهلها مع الأمل بألا تطول كثيراً.

 

أعود مرة أخرى للمركز، فبعد جهود استمرت سبع سنوات وجدت نفسي متسائلاً إلى أين وصلت النتائج من معهد بحثي كهذا في مجال مهم كتقنية النانو؟

 

فكانت الإجابة كالتالي:

 

·       المعهد لديه خمسة عشر باحثاً بشكل ثابت ومستمر، كلٌ في مجال تخصصه العلمي.

 

·       المعهد نجح في نشر مائتان وخمسٌ وثمانون بحثاً علمياً في مختلف النشرات العلمية العالمية والمعتمدة.

 

·       المعهد حصل على أربعة عشر براءة اختراع لإكتشافات توصلوا لها.

 

  المعهد يتعاون مع شركات وطنية عملاقة كسابك، والتي بدورها ترغب من الإستفادة من أبحاث تقنية النانو لرفع جودة منتجاتها.

المعهد يسعى لتدريب الطلاب والأكاديمين المهتمين بمجال تقنية النانو.

 

ختاماً، أؤكد فخري وسعادتي بمعهد أبحاث سعودي كهذا على الرغم من كثرة الصعوبات التي واجهوها في الفترة السابقة يأتي أبرزها عدم وجود مقرٍ خاص ومستقل للمعهد والذي سيمنحه استقلالية أكبر في تنفيذ أبحاثه وفق رؤية مسيّريه

مهند أبوعبيد

روتانا خليجية

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه