2015-12-19 

مقتل فتاة فلسطينية يعيد طرح تساؤلات حول رد اسرائيل على الهجمات

من مخيم قلنديا، جون دايك

الفرنسية - تعجز مليحة عواد التي قتلت ابنتها البالغة من العمر 14 عاما برصاص الشرطة الاسرائيلية بعد ان طعنت رجلا بمقص، حتى الآن عن فهم ما حدث وكيف.

فآخر ما تعرفه هو أن ابنتها هديل خرجت صباح يوم 23 تشرين الثاني/نوفمبر من منزلها في مخيم قلنديا القريب من رام الله للذهاب إلى المدرسة مع ابنة عمها نورهان التي تكبرها بسنتين، وبدلا من ذلك توجهتا الى السوق المركزي في القدس الغربية وهجمتا على رجل في السبعين من عمره واصابتاه اصابة طفيفة ليتبين في ما بعد انه فلسطيني، وفق الشرطة الاسرائيلية.

 

تعرب الامم المتحدة ومنظمات حقوقية عن قلقها من افراط قوات الشرطة والجيش الاسرائيليين في استخدام القوة في مواجهة الهجمات ومحاولات الهجمات التي ينفذها فلسطينيون.

تقول مليحة والدموع في عينيها "لا افهم ما حدث". ولم تتسلم العائلة سوى الجمعة اي بعد شهر تقريبا من الحادث، جثة هديل لدفنها. 

 

وكاجراء عقابي، تحتفظ السلطات الاسرائيلية بجثث العشرات من الفلسطينيين الذين قتلوا خلال هجمات او مواجهات.

اما نورهان فأصيبت بجروح خطيرة ووجهت اليها تهمة محاولة القتل.

وفتح القضاء الاسرائيلي تحقيقا هو الاول منذ بداية العمليات الفلسطينية في الاول من تشرين الاول/اكتوبر مع الشرطي الذي اطلق النار على الفتاتين على اساس استسهال اطلاق النار.

 

ومنذ الاول من تشرين الاول/اكتوبر قتل 123 فلسطينيا بينهم عربي اسرائيلي واحد في مواجهات مع القوات الاسرائيلية وفي هجمات ومحاولات هجوم. وتقول الشرطة الاسرائيلية ان معظم الهجمات جرت بسلاح غير ناري وقتل فيها 17 اسرائيليا واميركي واريتري.

 

وبينت صور كاميرات المراقبة الفتاتين وهما ترتديان ملابس المدرسة تلاحقان رجلا بمقص قبل ان تصابا باطلاق النار ثم تشاهدان وقد سقطتا على الارض. وبعدها يتوجه الشرطي جريا نحوهما ويطلق النار على احداهما - نورهان على الارجح - وهي متكورة على نفسها على الارض.

 

يقول محامو الشرطي انه كان يخشى من انهما تحملان احزمة ناسفة كتلك التي استخدمها فلسطينيون في تنفيذ عمليات انتحارية خلال الانتفاضة الثانية وزرعوا الرعب في اسرائيل بين سنتي 2000 و2005. ولكن لم تنفذ اي عملية انتحارية منذ بدء الهجمات الاخيرة.

 

وهذا الاسبوع، قالت سيسيل بويي المتحدثة باسم مكتب حقوق الانسان التابع للامم المتحدة انها تدين الهجمات الفلسطينية وكذلك "الاستخدام المفرط للقوة" الذي تشير تقارير الى ان القوات الاسرائيلية تلجأ اليه.

 

واضافت ان "رد القوات الاسرائيلية ادى الى قتل وجرح مهاجمين مفترضين ومتظاهرين وحتى مارة".

ورحبت منظمة العفو الدولية بالتحقيق مع الشرطي لكنها ابدت اسفها لعدم القيام بالامر نفسه في حالات مماثلة اخرى. 

 

وقال فيليب لوثر مدير منظمة العفو في الشرق الاوسط ان "كون هذا التحقيق هو الاول من نوعه هو امر مقلق جدا خصوصا ان هناك مؤشرات قوية بأن عددا كبيرا من الفلسطينيين قتلوا في حين انهم كانوا لا يمثلون اي تهديد بقتل او اصابة اي كان".

 

واتهم لوثر اسرائيل بالقيام "باعدامات خارج القانون".

 

- جزء من الثانية -

 

يقول ميكي روزنفيلد المتحدث باسم الشرطة الاسرائيلية لفرانس برس "ما الذي يمكن لمنظمة العفو ان تفهمه بشأن قرار على الشرطيين ان يتخذوه خلال ربع ثانية في حين يشهر مخرب سكينا طولها 30 سنتمترا في وجههم ويستعد لذبحهم؟"

 

وفي حالة هديل ونورهان يقول "كل هجوم مختلف وكل سيناريو يحدث بناء على رد فعل يتخذ خلال جزء من الثانية".

واثار مقتل هديل النقاش حول التدابير التي تتخذها اسرائيل لوقف الهجمات ولا سيما هدم منازل عائلات المنفذين المفترضين والاحتفاظ بجثامينهم وحض سياسيين للاسرائيليين على حمل السلاح خارج المنزل.

 

تقول حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ان سياسة "اطلاق النار من اجل القتل" الي تنتهجها اسرائيل "تخلق شعورا متزايدا بالاستياء والغضب يصبح محركا لعمليات الانتقام الشخصية".

وتضيف "اذا قتلتم صديق او ابن عم او اخت أحدهم فإن شخصا سيخرج ويسعى للانتقام لهم".

قتل الاخ الاكبر لهديل برصاصة في الرأس قبل سنتين خلال تظاهرة ضد الاحتلال الاسرائيلي في الضفة الغربية.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه