2016-01-15 

عندما تخطئ واشنطن قراءة النوايا الايرانية

من واشنطن. خالد الطارف

 

أثارت السرعة التي تم بها اطلاق سراح الرهائن الامريكيين من طرف الحرس الثوري الايراني عديد التساؤلات أكثر مما أثارته عملية الاسر نفسها خاصة حول الاسباب التي عجلت بهذه العملية فهل هو التدخل السريع لادارة الرئيس الامريكي اوباما بعرض مقابل ما لقاء اطلاق سراح البحارة الامريكيين ام هو قرار ايراني يهدف الى عدم التاثير على محادثات رفع العقوبات الاقتصادية عنها.

 

المدير الاداري لمعهد واشنطن مايكل سينغ حاول قراءة هذا الحدث في أحد مقالته التي نشرت على موقع وال ستريت جورنال حيث يرى سينغ بأن قراءة ادارة الرئيس اوباما للحدث وابداءه لحسن النوايا مع ايران خاطىء ومبالغ فيه تماما بما أن السعادة التي تقبلت بها ادارة الرئيس الامريكي خبر الافراج عن البحارة جعلتها تتأكد من براءة النظام الايراني وحسن نواياها خاصة وان البلدين يتطلعان الى صياغة اتفاق نهائي حول البرنامج النووي الايراني. حيث يقول وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في تصريحٍ له أن هذه الحادثة أثبتت قيمة انخراط الإدارة الأمريكية مع إيران.

 

ويعتقد سينغ بان قراءة ادارة الرئيس اوباما لهذه الحادثة بهذه الطريقة ام خاطىء لعدد من الاسباب اولها تاريخ ايران في عمليات اسر البحارة .في العامين 2004 و2007، كانت تجمع بريطانيا روابط أوثق مع إيران، شملت علاقات دبلوماسية رسمية وسفارة لها في طهران. ومع ذلك، واجهت بريطانيا صعوبات أكبر في تحقيق عودة أفراد طاقمها البحري الذين تم اسرهم في حادثتين مختلفيتين في العام الاول والثاني . هذا اضافة الى تعامل الحرس الثوري المهين مع البحارة الامريكيين حيث بث التلفزيون الايراني مشاهد تحقيق مهينة للبحارة وهو ما يتنافى وفق  مايكل سينغ مع امكانية ان تكون ايران اولت للصداقة وتطوير العلاقات مع الولايات المتحدة أي اهتمام في هذه الحاثة ناهيك ان السياسة الايرانية في المنطقة يدحض هذه الفكرة تماما فإقدام طهران على اختبار الصواريخ الباليستية، وإطلاق النيران الحية على مقربة من سفن شحن تجارية وسفن تابعة للبحرية الأمريكية، والاستمرار باحتجاز الأمريكيين من أصل إيراني، والهجوم الأخير على السفارة السعودية في طهران، والدعم الإيراني الثابت لنظام الأسد في سوريا. عوامل تشير جميعها استمرار سياسة إيران الإقليمية، لا على تغيّرها.

التعليقات
أضف تعليقك
الأكثر قراءة
مواضيع مشابهه